بقي 20 شهرا لموعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. أول شخص أعلن ترشحه كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. والأسماء التي أعلنت أنها ستكون مرشحة من الحزب الجمهوري كانت جون بولتون ونيكي هالي.

بولتون وهالي منافسان سهلان لترامب. ومن غير المرجح أيضا أن يهزم نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ترامب في الانتخابات التمهيدية.

إذا ترشح حاكم فلوريدا رون دي سانتس للانتخابات الأمريكية القادمة سيكون هو منافس ترامب الحقيقي. ولم يكن ترامب سعيدا بفوز دي سانتس بمنصب حاكم ولاية فلوريدا بفارق كبير جدا عن خصمه الديمقراطي. وكان ترامب في كل ظهور له يقلل من شأن نجاح ديسانتيس.

ووفقا لقسم كبير من الجمهوريين، فإن دي سانتس 44 عاما هو الوحيد الذي سيفوز في انتخابات عام 2024. لذلك لا يستطيع ترامب حتى إخفاء انزعاجه من الاهتمام بمهنة دي سانتس السياسية الصاعدة.

يقوم ترامب بتوجيه كلمات مهينة بحق دي سانتس، حيث انتقد ترامب دي سانتيس في تجمع حاشد ووصفه بـ "رون ديسانكتيمونيوس". هذا المصطلح يعني "المنافق" أو "الشخص الذي يدعي التدين والتهذيب وهو ليس بذلك". وترامب يشعر بالانزعاج والغضب لأن دي سانتس يتلقى اهتماما ودعما شديدين من قاعدة الحزب "الترامبي".

هاجم ترامب دي سانتس مرة أخرى في أول حدث له خلال عطلة نهاية الأسبوع. لم يعلن دي سانتس، الصامت، ترشيحه ولم يرد على هجمات ترامب له.

وفي السياق، لفت مسؤولون رفيعو المستوى الانتباه إلى أدوارهم التي كانوا يقومون بها في عهد ترامب من خلال الكتب التي ألفوها. وكان من بينهم نائب الرئيس الأمريكي آنذاك مايك بنس، ومبعوثة الأمم المتحدة نيكي هالي، ومستشاري الأمن القومي جون بولتون وهربرت ماكماستر، ووزير الدفاع مارك إسبر. تم عزل ماكماستر وبولتون وإسبر من قبل ترامب. وبكل تأكيد، تبرز مسألة "نقد ترامب" في كتب هذه الأسماء.

أحدث كتاب كان من تأليف مايك بومبيو حيث أثار ضجة واسعة، لقد عين ترامب بومبيو مديرا لوكالة المخابرات المركزية ثم وزيرا للخارجية.

بومبيو المسؤول الوحيد في حكومة ترامب الذي تمكن من إكمال فترة ولايته دون إقالته. وهو عضو بارز في المسيحيين الإنجيليين البيض" (الصهاينة المسيحيين)،

أظهر بومبيو مرونة للبقاء مخلصا لترامب، على الرغم من أنه كان يختلف مع ترامب في العديد من القضايا. هذا هو السبب في أن العديد من الكُتاب يصفون بومبيو بأنه متملق جيد أنقذ نفسه بتقبيل خاتم ترامب.

كتاب بومبيو جاء تحت عنوان "لا تبدل رأيك مطلقًا.. القتال من أجل أميركا التي أحب" وكان هذا الكتاب أداة يستخدمها لتسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام قبل الترشيح الرئاسي. مثلما استخدم بنس وهيلي كتابهما كأداة للترشيح.

كانت الاتهامات التي وجهها بومبيو لهايلي وبولتون، اللذين أعلنا أنهما سيترشحان للانتخابات الرئاسية 2024، لافتة للنظر. اتهم بومبيو هايلي بأنها لن تكون أكثر من "إسرائيلية"، ويرى بومبيو في كتابه أن بولتون يجب أن يقضي عقوبة السجن لكشفه عن معلومات سرية في كتابه.

وبغض النظر عن مزاعم بومبيو بحق هايلي، فقد عملت الأخيرة سفيرة لدى إسرائيل عندما كانت مبعوثة للأمم المتحدة. هذا هو السبب في أن "اللوبي الإسرائيلي" يصنف هايلي على أنها "مؤيدة قوية لإسرائيل".

كما يتهم بومبيو نيكي هايلي بالتآمر مع ابنة ترامب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر في البيت الأبيض للإطاحة بمايك بنس من منصب نائب الرئيس.

ونفت هايلي هذه المزاعم، مشيرة إلى أن بومبيو ينشر الأكاذيب والقيل والقال لزيادة مبيعات كتابه. يواصل بومبيو الإشادة بترامب وينتقد مايك بنس أيضًا.

وأظن أن بومبيو يعتقد أنه سيحصل على دعم ترامب إذا انسحب الأخير من الترشح للانتخابات أو تم حظره قانونيا.

بازدراء للدبلوماسية، كما يفعل ترامب، يقول بومبيو إن موقفه عندما كان وزيراً للخارجية كان "موقف وزير الدفاع".

ويقول بومبيو بأنه كان الوزير الأكثر تأييدا لإسرائيل في إدارة ترامب، مؤكدا بكل جرأة أن العلاقة مع إسرائيل تفوق كل العلاقات الأمريكية الأخرى، بما في ذلك العلاقات مع بريطانيا. ويذهب بومبيو إلى أبعد من ذلك، ويرى أن إسرائيل ضرورية لأمن ورفاهية كل أمريكي.

في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست"، وصف الكاتب الأمريكي تيم وينر كتاب بومبيو بأنه "حفرة ثعبان". وأشار وينر إلى أن لغة الكراهية هيمنت على الكتاب، مؤكدا أن بومبيو نفث سما أكثر من ثعبان الكوبرا.