|
خذوا عنصريتكم الوقحة.. من أنتم ومن أين جاء امتيازكم عن الآخرين؟

خذوا عنصريتكم الوقحة. من أنتم ومن أين جاء امتيازكم عن الآخرين؟

لا يزال بعض الأشخاص يعتبرون أنهم متميزين عن الآخرين في بلدنا هذا (تركيا).

الأشخاص الذين لا يفهمون تعريفًا للقومية التركية ويتفاخرون بأنهم أتراك فإنهم يسيئون للأتراك وللقومية التركية من خلال اتباعهم لنهج يختصر القومية التركية بالعنصرية.

ولا يزال هناك تحيزات ضد أكراد هذا البلد ولغتهم من خلال مزاعم القومية التركية، فإن أولئك الذي يروجون لتلك المزاعم يسيئون لكل من الأتراك وللقومية التركية، حيث تعتبر مزاعمهم إساءة لديمقراطية ووحدة هذا البلد.

يجب أن يعرف الجميع أن القومية التركية تعني الإسلام لأن القومية التركية مرتبطة بالإسلام وأي اداعاءات غير ذلك لا معنى لها إلا بارتباطها بالإسلام. وأي شيء آخر ليس له معنى سوى أنه ادعاء فارغ وعبارة عن عنصرية جاهلة.

تعتبر تصرفات البعض، الذين يعتبرون أنفسهم مدرسين ويحملون هذا اللقب، من اللافتة الكردية التي تظهر التجاور والتلاحم الأكثر أهمية بجانب اللافتة التركية، خيانة للأتراك قبل الأكراد وخيانة ممنهجة للقيم التي يجسدها الأتراك. (الكاتب يتكلم هنا عن حادثة أربعة مدرسات قاموا بالاستهزاء من كتابات باللغة الكردية التي كانت موجودة في لائحة الترحيب عند مدخل مدينة قرايازي بولاية أرضروم).

أدلى نائبي بالنيابة عن جمعية الديمقراطية والوحدة، التي أتولى رئاستها، السيد "أبو بكر المالي" ببيان هام أيضًا حيث شدد على مخاطر العنصرية التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية والتي يراد نشرها على هذه الأرض.

لكل من يريد التحدث باسم القومية التركية أو القومية الكردية يجب عليه التفكير ألف مرة قبل ذلك .يجب أن تعلموا أن أعداء التعايش الذين يقفون ضد كون الأتراك والأكراد أمة واحدة ومتساوية ويحملون نفس نظام المعتقدات والقيم، هم الأعداء الرئيسيون لديمقراطيتنا ووحدتنا.

كما يجب أن تعلموا أن من فصل القومية التركية عن تعاليم الإسلام وجعلها مبنية على أساس العنصرية يسيء للأتراك وللقومية التركية، وكذلك الذين يضعون القومية الكردية على أرض عنصرية من خلال أيديولوجية معادية للإسلام يسيئون إلى الأكراد والقومية الكردية أيضًا.

ونحن بدورنا أسسنا جمعية "الديمقراطية والوحدة" من خلال الإيمان والوعي بالمسؤولية، لهذا السبب أدعو كل شخص لديه مسؤولية وحساسية تجاه ذلك أن يساهم في جمعيتنا، لذلك دعونا ننهي هذه الفتنة العنصرية التي تريد أن تصل ببلدنا إلى حافة الهاوية وتجعل الأخ يكسر أخاه.

إن كتابنا الكريم (القرآن الكريم) الذي يشكل أساس تعاليمنا، ونفسُ أنبيائنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذين دعانا من جبل حراء تجعلنا نتوجه إلى الوحدة جميعًا.

حدد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) خارطة لطريقنا عبر خطبته (خطبة الوداع) التي تعتبر تلخيصاً لكتابنا الكريم، حيث أن تلك التعاليم المتواجدة في خطبة الوداع كافية لنا وتكفي لكي نثبت وجودنا ولكي نكون أقوياء معًا وهادفين.

سنفسد ألاعيب أولئك الذين يريدون إثارة الفتنة بيننا في اليوم الذي نتوقف فيه عن التفكير في مفهوم المشكلات المرتبطة بعلم الاجتماع العرقي ونبتعد عن الأطروحات العنصرية التي يروجها الغرب والتي تعتبر معادية لتعاليمنا.

ويعتبر ملخص الذي قاله نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع نصب تذكاري للإنسانية جمعاء حيث قال:

"أيها الناس، إن ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عَجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد".

وهذا يعني أن من كان أقرب إلى الله فهو المتفوق ومرتبته عالية بالمقارنة مع غيره. وهنا يعني أن لا أحد متفوق أو ذو قيمة فقط لأنه عربي أو لأنه تركي أو كردي. أولئك الذين يؤسسون أيديولوجيتهم على أساس الطائفية والعنصر القبلي والعرق هم عنصريون بحد ذاتهم.

نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) عربي لكنه لم يتفاخر بعروبته قط ولم يتفوه بكلمات تمجد العرب على وجه الخصوص على أنها جماعة عرقية. رأى كل العرب وغير العرب على أنهم متساويين كأسنان المشط ولم تكن لغة ولا عرق ولا لون بشرة مشكلة في ديننا. لقد حولت تعاليمه الجميع لكي يكونوا أمة واحدة تحمل معنى بالتزامن مع الاختلافات البشرية.

فأصبح بلال الحبشي (الذي كان عبدًا) من أكثر الشرفاء بفضل هذه التعاليم. كما اعتبر القرآن أن اختلاف اللغات والأجناس من آيات الله، وهنا يذكرنا القرآن أن جميع الاختلافات ضرورية لنلتقي ونتعرف على بعضنا البعض. لذلك فإن كل أيديولوجية متعصبة تعتبر ضد لتعاليمنا.

لهذا السبب التعاليم التي تجعل من القوميتين التركية والكردية ذات معنى نراها مستهدفة. وإذا دققنا، سنلاحظ أن الأشخاص الذين يروجون للعنصرية التركية والعنصرية الكردية هم معادون لهذه التعاليم السامية ولا يجدون تلك التعاليم ضرورية أو لها فائدة.

لذلك هم يرتكبون الأخطاء عن قصد أثناء تعريفهم لمفهوم الأمة حتى يجعلوها قضية مطروحة للإهانة والتشهير.

وفي الواقع إن تعريف الأمة يعبر عن الوحدة والتآخي حيث لا يتحول فيها أي اختلاف إلى تميز عن الآخر إلا في التعاليم، يتحول الاختلاف إلى وحدة ذات معنى من خلال حمايتها دون تفضيل أحد عن الآخر.

ما يريده أولئك الذين يشوهون الأمة هو التميز عن الآخرين. وهذا التميز الذي يريدونه لقبيلتهم وعرقهم هو مشابه لما قاله أهل قريش، المعروفون بأنهم من أعرق وأنبل القبائل في مكة، خلال اعتراضهم على قيم المساواة التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث كشف قولهم عن أفضل تعريف لهذا التميز عن الآخرين الذي أرداوه: "ماذا هل نحن متساوون مع العبد بلال الحبشي "

إن العنصرية التي تسنتد على محور الفهم الجاهل ليست سوى قبلية حديثة وعصبية قبلية. وإذا جاء أحدهم وجمع ذلك الفهم الجاهل للعنصرية مدعيًا أنه مسلم وأقحمها في أجندتنا، فأعلموا أنه الأكثر خطورة من غيره.

من يرى الأتراك على أنهم أفضل من الأكراد وأن الأتراك أعداء للأكراد، فعليكم أن تعرفوا أن هؤلاء الأشخاص ليسوا منا.

نحن أتراك، نحن أكراد. لغتنا التركية ولغتنا الكردية.

لا يمكن أن نسمي أولئك الذين يعادون الأكراد باسم الأتراك والقومية التركية، أنهم أتراك، وأيضًا أولئك الذين يعادون الأتراك باسم الأكراد والقومية الكردية لا يمكن تسميتهم أكراد أيضًا.

إن مهمة الأتراك قبل الأكراد، محاربة مفهوم العنصرية للقومية التركية المتمثلة بنقل الأتراك إلى ما وراء الهوية العرقية وفوقها ومنع الأتراك من أن يكونوا رمزًا لتلك التعاليم الموحدة.

ولحسن الحظ فإن أكثرية الأتراك في تركيا يقفون بالمرصاد ضد مفهوم القومية التركية العنصرية ويعتبرون القومية التركية حصن قوي لتعاليمنا.

ولحسن الحظ أيضًا فإن أكثرية الأكراد في تركيا يصرخون مع إخوانهم الأتراك كمدافعين لا يتزعزعون عن نفس العقيدة ويقولون :"سنكتب التاريخ معًا".

إن الأكراد والأتراك العنصريين سيخسرون في نهاية الأمر ولن يتم ذكر أيديولوجية التميز عن الآخر على أرض تركيا.

نحن مع بعضنا البعض نشكل تركيا!

#تركيا
2 yıl önce
خذوا عنصريتكم الوقحة.. من أنتم ومن أين جاء امتيازكم عن الآخرين؟
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية
ملف إيران يزداد تعقيدا