|
الفهم الصحيح لتاريخ 14 مايو وقيادة أردوغان

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار/مايو من العام الجاري. 14 مايو/أيار له معان كبيرة في تاريخنا الديمقراطي. ولن أكرر ما يعرفه الجميع عن هذا التاريخ.

وفي وقتنا الحاضر يجب أن يكون معنى وأهمية هذا التاريخ معروفا بشكل جيد لدى الجميع لأننا أمام عملية خطيرة يريدون من خلالها سلب قرار الشعب ومستقبله.

يحاولون عبر صناديق الاقتراع تنفيذ المخططات التي لم يتمكنوا من تنفيذها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة 15 يوليو/تموز 2016.

خططهم التي فشل عناصرهم العسكريين بتنفيذها في 15 يوليو/تموز ستنفذ إذا نجحوا في انتخابات 14 مايو/أيار عبر عناصرهم المتنكرين في الزي السياسي. ألم يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال فترة ترشحه أنه سيدعم المعارضة التركية ويكونوا جبهة واحدة من أجل الإطاحة بأردوغان عبر صناديق الاقتراع؟

جميع أصحاب النفوذ والقرار داخل الدولة العميقة في أمريكا يرون أنه إذا لم تتم الإطاحة بأردوغان، فإن الأمور ستزداد سوءا بالنسبة لهم وأنه يجب دعم المعارضة على جميع المستويات من أجل منع حدوث ذلك. وهذا بكل تأكيد أمر مهم لرؤية مدى التحرك الأجنبي المطلوب القيام به في الداخل التركي ومعرفة عناصر القوى الأجنبية الموجودة بيننا والتي تريد مهاجمة إرادتنا الوطنية.

لذلك فإن تاريخ 14 مايو/أيار هام لأنه التاريخ الذي تنتمي فيه الكلمة والقرار إلى الشعب. وستحدد الأمة مستقبلها بإرادتها الحرة. كما أن لهذا التاريخ أهمية في كشف المخططات ووضع حد للهيمنة الأجنبية.

المقاولون السياسيون في الداخل يتبعون القوى الأجنبية ويريدون أن يسلبوا حق الأمة في اتخاذ قرارها وتحديد مصيرها في الداخل.

وقفت أمتنا الحبيبة إلى جانب دولتها ونزلت إلى الشوارع ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة 15 يوليو/تموز ودافعت عن دولتها حتى الموت. ولأول مرة في التاريخ تُمنح هذه الأمة سلطة تحديد مستقبل الدولة مباشرة عبر صناديق الاقتراع.

وبفضل نظام الحكم الرئاسي، أصبحت الأمة المالك المباشر لدولتها لأول مرة. وبفضل الرئيس وحكومته التي انتخبت من الشعب، أصبحت الأمة صاحبة سيادة بدون قيود وشروط. والآن كتلة المعارضة المعادية لأردوغان تريد انتزاع هذا الحق من الأمة.

قيادة أردوغان، التي سلطت الضوء على 14 مايو/أيار ورفعت الوعي إزاء هذا التاريخ، كشفت عن إرادة تركيا القوية من خلال إزالة القيود والشروط أمام إرادة الأمة لاتخاذ قرارها.

واليوم تعمل المعارضة على إزالة إرادة هذه الأمة بوضع القيود والشروط. إنهم يريدون إضعاف هذه الإرادة القوية وتركيعها.

معنى هذه الانتخابات يفوق مجرد كونها انتخابات رئاسية. فالمعنى الحقيقي لهذه الانتخابات هو الحفاظ على السلطة السيادية بأيدي الشعب، الذي أصبح المالك المباشر لدولته.

ومن خلال إنشاء المعارضة التركية لنظام ضعيف وفوضوي قائم على نموذج الرئاسة المشتركة، يحاولون إعادة الخضوع للقوى الأجنبية بدلا من قيادة قوية تستمد سلطتها مباشرة من الأمة.

والأسوأ من ذلك كله يريدون تأسيس نظام متوافق مع بنسلفانيا (مقر تنظيم غولن الإرهابي) وقنديل (مقر تنظيم بي كي كي الإرهابي) وهذا يعني أنهم يفتحون الباب أمام مرحلة لا يمكن إصلاحها من حيث الحفاظ على الدولة ووحدة الأمة.

كتلة المعارضة الداخلية المدعومة من الخارج والتي تركز على الإطاحة بأردوغان مهما كلف الثمن، تُشكل تهديدا لوحدة وبقاء ومستقبل الأمة وسيادة الدولة. وهذا التهديد هو فوق كل الاعتبارات الحزبية.

لهذا السبب، فإن دعم قيادة أردوغان لا يعني دعم حزب العدالة والتنمية. بل على العكس من ذلك يعد دعمه حماية إرادة ووحدة الأمة، والحفاظ على الدولة ومستقبلها. ويجب على المواطنين الذين يصوتون لأحزاب أخرى غير حزب العدالة والتنمية أن ينظروا إلى الانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار من هذا المنظور.

وأنا أثق أن كل من يحب بلده وأمته بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه، سيتصرف بوعي وإدراك ويعرف أن الوقوف إلى جانب أردوغان في الانتخابات الرئاسية ضروري حتى لا نسمح بالاحتلال السياسي للقوى الأجنبية التي تريد السيطرة على بلدنا وأمتنا.

يجب أن لا نحصر المعنى الحالي لقيادة أردوغان في أنماط حزبية ضيقة. كل شخص لديه حزبه الذي يدعمه، لكن البلد ملك لنا جميعا.

إن اختيار أردوغان لا يعني اختيار حزب العدالة والتنمية. ومن الأهمية بمكان أن ننظر إلى الانتخابات الرئاسية على أنها حماية لإرادتنا الوطنية ومستقبل بلدنا.

من الضروري جدًا لنجاح رؤية "قرن تركيا" إبعاد أردوغان من كونه مرشح حزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب، ووضعه في إطار المعنى الذي ذكرته أعلاه.

#تركيا
#انتخابات
#أردوغان
#صناديق الاقتراع
#انتخابات الرئاسة التركية
1 yıl önce
الفهم الصحيح لتاريخ 14 مايو وقيادة أردوغان
هجوم أصفهان
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى