|
نحو أهداف أكبر في صناعة التعدين

انطلقنا صباح الخميس من العاصمة أنقرة متجهين إلى ولاية إسكي شهير مع كابتننا الطيار آتيلا إيشاري. وقبل أن نأتي إلى بلدة "سيفري حصار" بقليل، سلكنا طرق القرية بتوجيه من نظام الملاحة.

وهدفنا هو منطقة التعدين، حيث سيتم استخراج العناصر (المعادن) الأرضية النادرة، والتي أعطى الرئيس رجب طيب أردوغان بشارتها السارة بعد اجتماع مجلس الوزراء في الأيام القليلة الماضية.

وعندما وصلنا إلى المنطقة التي تحتوي على أكبر احتياطي مكتشف في العالم من العناصر الأرضية النادرة، التقينا مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونمز.

تركيا تتقدم بخطى سريعة من خلال ثورة صامتة في صناعة التعدين.

وكما ورد في أحد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة والتي كان مفادها: "كنا من بين الدول التي تميزت بشكل إيجابي في صناعة التعدين خلال أزمة الوباء؛ حيث تم تصدير معادن بقيمة 6 مليارات دولار سنويًا خلال فترة الوباء التي انخفض فيها إنتاج التعدين العالمي".

وبعد ذلك توالت أخبار مفادها أنه إذا استمرت تركيا في طريقها نحو الاستقرار، فسيكون من الممكن تجاوز هذه الأرقام بكثير خلال خمس أو عشر سنوات.

دعونا نلخص كلمات الوزير دونمز حول ما يسمى بالعناصر الأرضية النادرة، وماهية القيمة الإستراتيجية التي تمتلكها.

- لدينا احتياطي يقدر بـ 694 مليون طن في منطقة بيليكوفا التابعة لولاية إسكي شهير.

- العناصر الأرضية النادرة، هي عناصر ذات قيمة عالية للغاية، تتمثل أهميتها في أنها تدخل في صناعة المنتجات المستخدمة في صناعة الطيران، والدفاع، والفضاء، وكذلك في صناعة المدفعية والعديد من المجالات الحيوية الأخرى.

- عندما تبيع المعدن الخام بدون معالجة، فإنك تربح وحدة واحدة، في حين أنه يمكنك جعله أكثر قيمة بمعدل 10 أضعاف عند تحويله إلى منتج وسيط، على أن ترتفع القيمة بمعدل مئة ضعف عند تحويله إلى منتج نهائي.

ويفتح الوزير دونمز، عنوانًا خاصًا لمعدن الثوريوم بين سطور خطابه ويضيف قائلا: "هنا، أود أن ألفت الأنظار إلى معدن الثوريوم على وجه الخصوص. فنحن نتحدث عن معدن سيوفر فرصًا كبيرة كوقود جديد في التقنيات النووية الجديدة. وهنا (في هذا المكان)، سيتم الانتهاء من تركيب المصنع التجريبي في غضون عام، وسنبدأ الإنتاج".

وعندما وصلنا إلى المنشأة الواقعة داخل حدود بلدة "بيليكوافا" الواقعة بولاية إسكي شهير، تم اصطحابنا رفقة الوزير دونمز والوفد المرافق له إلى "غرفة اللقاءات الصحفية".

وعرض لنا، المدير العام لمصنع "إيتي معدن" للتعدين، سركان كلشر، المنتجات التي أخرجها من الأكياس المعبئة بها وأخبرنا بحماس عن الأعمال المنجزة في مجال التعدين.

وأوضح كلشر، الكثير من المعلومات حول كيفية إنتاج تلك المنتجات، وجميع المراحل التي مرت بها، والقيمة التي تكتسبها تلك المنتجات بعد مرورها بكل مرحلة من المراحل.

وكما يتضح من كلمات الوزير دونمز أعلاه، وكما يوحي اسمها، فإن العناصر الأرضية النادرة تُعد من بين المنتجات الأكثر استراتيجية في قطاع التعدين.

لقد تعلمت ذلك أثناء عرض تلك المنتجات علينا في ذلك الوقت.

يتم إنتاج أكثر من 80 بالمائة من هذه المعادن في الصين. وقد أشرنا من قبل بالأمثلة أن الصين تستغل هذه الفرصة كـ "سلاح".

وقد هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الصين رسميًا خلال فترة رئاسته عندما قالت السلطات الصينية إنه بإمكانها إيقاف تصدير مثل هذه المنتجات إلى الولايات المتحدة.

وسبق أن جرب الصينيون طريقة مماثلة مع اليابان.

والنتيجة:

استسلم اليابانيون على الفور، عندما أصبح وصولهم إلى هذه المعادن محل خطر.

وثمة عنصر في هذه الفئة يسمى النيوديميوم، ويستخدم هذا العنصر في جميع الدراسات التي تجرى على المغناطيس.

وسيكون الأمر أكثر إثارة للإعجاب إذا ذكرت الجملة على النحو التالي:

في حالة عدم وجود النيوديميوم، لن يكون بالإمكان إجراء أي من الدراسات على المغناطيس.

وإذا قلنا أن هذه الأنواع من العناصر تُستخدم حتى في المقاتلات الحربية من طراز F-35 ، فمن الممكن أن نفهم بشكل أفضل مدى أهمية هذه المنتجات من الناحية الاستراتيجية.

ويُعد حقل العناصر النادرة، الذي أعطى الرئيس أردوغان بشارته السارة، وتجولنا فيه بصحبة وزير الطاقة، دونمز، خلال زيارتنا للمنطقة، قريب من حيث السعة من أكبر حقل في الصين.

وتبلغ سعة الحقل الكائن بالصين 800 مليون طن، فيما تبلغ سعة الحقل المذكور هنا 694 مليون طن.

لكن المهمة الرئيسية، كما أشار الوزير دونمز، هي الحصول على التكنولوجيا والقدرة الإنتاجية في السلسلة الممتدة من المعدن الخام وصولا إلى المنتج النهائي.

وجدير بالذكر أن المدير العام لمصنع "إيتي معدن"، سركان كلشر، هو إنسان يفيض بمشاعر المسؤولية، والحماس، والطموح.

ويستشهد كلشر، بالمسافات (النتائج) المسجلة من خلال المرور بعملية مماثلة في معدن البورون كمثال للعناصر النادرة.

ويوضح أنه قد تم الوصول إلى القدرة على السيطرة على السلسلة الممتدة من تصنيع المعدن الخام وصولا إلى المنتج النهائي، وأضاف قائلا: "أكملنا سلسلة القيمة هذه في معدن البورون". وقد بدأت تركيا بالفعل في تصدير معدن البورون بقيمة أكثر من مليار دولار سنويًا.

ويقول الوزير دونمز: "صناعة التعدين (استخراج المعادن) هو عمل يتطلب عرق جبين وكد يمين. ومن الممكن أن يتحول هذا العمل (استخراج المعدن الخام) إلى منتجات ذات قيمة مضافة عندما يتم إعمال العقل".

ليتحول المعدن في النهاية إلى منتجات ذات تقنية متقدمة، وذات قيمة مضافة عالية.

#محمد آجات
2 yıl önce
نحو أهداف أكبر في صناعة التعدين
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات