|
الوثنية السياسية في دول شمال أوروبا

تُضاف أدوار جديدة إلى جلسات حرق المصحف في دول أوروبا الشمالية. وبعد حادثة حرق سياسي دنماركي متطرف للقرآن أمام السفارة التركية في ستوكهولم. حدث نفس العمل الدنيء المماثل في هولندا. لقد ضمنت الدولة السويدية تحقيق الهدف من خلال حماية هذا العمل المتعمد نحو كتابنا المقدس. ثم انضم سياسي هولندي إلى الأعمال المعادية للإسلام ووسَّع نطاق الهجمات من خلال تمزيق صفحات المصحف أمام البرلمان الهولندي، ووضع الدولة والسياسة ضد دين الأمم الأخرى. المشهد الناتج خطير جدا. يجتمع ممثلو عدة دول ويتنافسون فيما بينهم لإظهار العداء ضد أديان الأمم الأخرى، ويتم تقديم دعم من الدولة لهم. وهناك إشارات أن تكرار مثل هذه الحوادث المماثلة سيستمر. من الواضح أننا نواجه حالة تحتاج إلى الكثير من التفكير.

إنه حدث عظيم أن تحرض وتدعم الدولة والسياسة مبدأ الكراهية والضغينة تجاه المشرِّع الرئيسي لديننا. هذا الوضع الجديد ليس من السهل تصنيفه على أنه موقف استشراقي. ربما يمكن اعتباره مرحلة جديدة في الاستشراق. ونظرًا لكون الهجوم البشع على القرآن في دول شمال أوروبا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالعداء ضد تركيا، فإن عواقبه السياسية والاجتماعية تقلقنا كثيرًا. كما هو معروف، أقيمت طقوس حرق القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم بعد أن قُدم طلب من قبل أعضاء المنظمة الإرهابية المعادية لتركيا.

طرحت بعض الدوائر في تركيا مسألة المنظمات الإرهابية التي ظهرت في الجغرافيا الإسلامية من أجل التقليل من شأن جلسات حرق المصحف. مثل هذه المقاربات التي تُطرح، من قبل الذين يضعون الغرب في مركز نظرتهم للعالم، تُظهر مدى درجة انفصالهم عن الواقع. لم يترددوا في طرح الصور السيئة للإسلام ويعتبروها سبب هذا الحدث. ونتيجة لذلك، ظهر وضع غريب حيث أُلقي باللوم على العالم الإسلامي فيما يحدث ضمن التحالف غير السوي لدول شمال أوروبا. ومن الضروري ذكر الذين حمَّلوا بوتين وروسيا مسؤولية جلسات حرق المصحف في طقوس وثنية كالكاتب طه أكيول. وفي هذه الحادثة، دخل المحافظون الليبراليون في سباق لإلقاء اللوم على العالم الإسلامي. ويجب أن نطرح السؤال التالي هل تم تجاهل مبدأ السببية لفترة من الوقت أم أصبحت هذه عادة؟

لم تتم مناقشة قضية تنظيم غولن الإرهابي بالتفصيل في تركيا. كما أن مسالة تنظيم بي كي كي الإرهابي لم تناقش إزاء حادثة حرق المصحف. وأدى هذا بطبيعة الحال إلى تحول 15 يوليو/تموز إلى أرضية غامضة. على الرغم من ذلك، فإن العداء تجاه تركيا هو عامل واضح في جلسات حرق المصحف للوثنيين.

وبعد أن طلبت تركيا من السويد تسليم أعضاء التنظيم الإرهابي، بدأت الطقوس الوثنية لحرق المصحف في دول شمال أوروبا. وكشرط لمبدأ السببية، كان ينبغي أن تدرج هاتان المنظمتان الإهابيتان في جدول الأعمال. وخلافًا للعلاقة السببية المصطنعة القائمة بين الطقوس الوثنية لأسباب مثل تخلف العالم الإسلامي والتصورات السيئة والافتقار إلى الوحدة، فإن منظمة غولن الإرهابية وتنظيم بي كي كي الإرهابي متورطان بشكل مباشر في هذه الطقوس.ما هو تأثير مثل الأحداث على هاتين المنظمتين؟ من منظور ظاهري، قد يكون من المريح تحميل بوتين المسؤولية، ولكن يجب النظر في عواقب جعله جزءًا من جلسة حرق المصحف. أستطيع أن أقول إنهم يريدون إضافة بُعد جماهيري للأحداث وإفساح المجال أمام الوثنية السياسية.

يقول الكاتب طه أكيول إن "زيادة التوترات ستصب في مصلحة تنظيم بي كي كي الإرهابي والإسلاموفوبيا" ويحذر الأشخاص الذين يحاولون الوقوف ضد معايير المساواة والحرية وحقوق الإنسان في القانون الغربي، والذين يعرّفهم بـ "الإسلاميين السياسيين". ويقول : لا تعمموا مقولة "الغرب عدو للإسلام".

من الأفضل أن يقول أكيول هذه الأمور، لكنه لا يهمل أن يقول اذهب وتعامل مع الصين والهند وواجه روسيا. ولستم بحاجة إلى أن تكونوا خبراء ومحللين للحصول على معنى كلمات "لا تعبث مع الغرب" "حارب الشرق" لأنه تم التعبير عنها بشكل مباشر.

أنا لا أستخدم مصطلح الوثنية السياسية لألفت الأنظار. كما أنه ليس من الصحيح إخفاء الوضع الجديد الناشئ في بلدان شمال أوروبا ضمن التعميم الأوروبي المسيحي. وفي خضم هذه الأحداث يوجد هناك عداء ضد تركيا والإسلام. وليس من الصحيح وصف هذه الأحداث بأنها حركة دينية داخل المسيحية. لا يمكننا تفسير تسييس الوثنية بجلب ذكريات من فترة التنوير كالصدام بين الدين والعلم.

#الوثنية السياسية
#تركيا
#حرق القرآن
#السويد
1 yıl önce
الوثنية السياسية في دول شمال أوروبا
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية
ملف إيران يزداد تعقيدا