|

الصومال.. دلالات تعيين قيادي سابق في حركة "الشباب" وزيرا للأوقاف

- المحلل السياسي عبدي علي: الحكومة الجديدة تعكس الشعار الذي رفعه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "صومالي متصالح مع نفسه ومع العالم"- المحلل في مركز "الصومال" للدراسات والبحوث محمد ابتدون: تعيين الحكومة شيخ مختار ربو أبو منصور وزيرا للأوقاف سيشكل إضافة نوعية في حربها ضد حركة الشباب- رئيس المخابرات الصومالي الأسبق جنرال عبدالرحمن توريرى: "ظهور أبو منصور في واجهة التشكيلة الوزارية يعد مكسبا للحكومة وضربة قوية للشباب

09:55 - 5/08/2022 الجمعة
تحديث: 09:58 - 5/08/2022 الجمعة
الأناضول
أزمات طويلة الأمد في طريق إمدادات الحبوب عالميا
أزمات طويلة الأمد في طريق إمدادات الحبوب عالميا

في مفاجأة غير متوقعة تضمنت تشكيلة الحكومة الصومالية الجديدة وافدا جديدا طالما ارتبط اسمه في السنوات الماضية بحركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

واختار رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري القيادي السابق في حركة "الشباب" شيخ مختار ربو أبو منصور وزيرا للأوقاف والشؤون الدينية في حكومته التي أعلن عن تشكيلها الثلاثاء الماضي.

وكان أبو منصور اعتلى أرفع المناصب في حركة "الشباب" ومنها الرجل الثاني في الحركة والناطق الرسمي باسمها، وقضى 4 سنوات في السجن بعد اعتقاله من قبل وزارة الأمن في الحكومة السابقة.

التعيين المفاجئ لأبو منصور في تشكيلة الحكومة الجديدة أثارت تساؤلات عدة حول التوقيت ودلالات تعيينه وأهداف الحكومة وراء تلك الخطوة غير التقليدية.

حكومة مرنة

على عكس الحكومات السابقة في النظام الذي كان يترأسه الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو والتي انتهجت إقصاء المعارضة وكل من يعترض أجنداتها السياسية والأمنية يحاول بري خلق جو سياسي أكثر انفتاحا يستقطب كل أقطاب المعارضة والأيدولوجيات المختلفة بحسب المحللين.

يقول الصحفي والمحلل السياسي عبدي علي للأناضول، إن "تشكيلة الحكومة الجديدة يمكن اعتبارها بحكومة تكنوقراط تضم الكفاءات بعيدا عن كل الاعتبارات استعدادا لمواجهة الملفات الصعبة التي تنتظرها في ارض الواقع وفي مقدمتها الملف الأمني".

ويضيف أن التشكيلة الوزارية الجديدة "تعكس أيضا الشعار الذي رفعه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود (صومالي متصالح مع نفسه ومع العالم) كنوع من تنفيذ وعوده التي قطعها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي ادت إلى ظهور وجها جديدا (أبو منصور) لم يعتاد الكثيرون رؤيته في الساحة السياسية الصومالية".

ويرى علي، أن ضم أبو منصور في التشكيلة الجديدة "تأتي في إطار رد الاعتبار نظرا لما تعرض له من تهميش والسجن وسلب حقوقه الشخصية من قبل النظام السابق رغم التزامه بشروط رفع القيود عنه والتي كان من بينها التخلي عن افكاره المتشددة".

ومن جهته يقول رئيس المخابرات الصومالي الأسبق جنرال عبدالرحمن توريرى للأناضول، إن تعيين أبو منصور ضمن التشكيلة الحكومة الجديد "أثارت حساسية على الوسطين الديني والسياسي في البلاد نظرا لأفكاره السابقة".

ويضيف توريرى: "لكن جميع الأنظار موجه الآن لوزارته حول ما يمكن أن يضيف الرجل في حرب الحكومة المعلنة ضد الشباب"، مشيرا إلى أن "أداءه في هذه الوزارة ومدى عزمه على محاربة الشباب فكريا وعسكريا ستحدد ما اذا كانت الحكومة على حق في تعيينه أو أخطأت فيه".

رأس الحربة ضد الشباب

تخوض الحكومة الصومالية الجديدة تجربة جديدة في حربها ضد الإرهاب ستختلف عن وسائل الحرب التي استخدمتها الحكومات السابقة ضد "الشباب" والتي كانت تقتصر على الجانب العسكري بحسب الصحفي والمحلل في مركز الصومال للدراسات والبحوث محمد ابتدون .

ويقول ابتدون للأناضول، إن "الحكومة الحالية محاربة حركة الشباب فكريا من خلال أحد ابرز قيادات الشباب السابقة شيخ مختار ربو أبو منصور".

يضيف أن "تعيين أبو منصور وهو الرجل الثاني السابق بحركة الشباب وزيرا للأوقاف التي تعد أحد أهم وزارت البلاد المعنية لمحاربة الأفكار المتطرفة يعني أن الحرب ضد الشباب اتخذت منحى آخر".

ويردف ابتدون: "يمكن القول بأن البلاد ستدخل في مرحلة حرب أيدولوجية جديدة بقيادة أبو منصور وهو من مؤسسي حركة الشباب ومدبر العقيدة القتالية فبها".

ويتابع: "احتضان الحكومة زعيم سابق في حركة الشباب بغض النظر عن خلفياته السابقة سيشكل إضافة نوعية في حربها ضد الحركة سواء عسكريا أو ايدولوجيا".

ويرى ابتدون أن ذلك "لاعتبار أبو منصور قياديا سابقا في العمليات والرجل الثاني في حركة الشباب، إلى جانب طول معرفته في تكتيكاتها الأمنية واستخدام عناصرها التي تشكل تهديدا أمنيا في العاصمة مقديشو".

ويضيف أن أبو منصور " قضى 10 سنوات من التدريب مع القاعدة ويعرف قواعد والعقيدة الأمنية التي غالبا ما تنتهجها عناصر الحركة ما يشكل ضربة قاضية لحركة الشباب في المرحلة المقبلة سواء عسكريا وأيدولوجيا".

وفي أكثر من مناسبة أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عزمه على استخدام كل الوسائل المتاحة لدحر الإرهابيين في إشارة إلى حركة الشباب التي تنشط مناطق شاسعة في القرى والبلدات في اقاليم جنوب ووسط الصومال.

ومن جهته أكد الناطق باسم الحكومة الصومالية فرحان محمد جمعالي خلال مشاركته في برامج إعلامي لإحدى قنوات المحلية، أن الحرب ضد الشباب هي "أهم الأولويات للحكومة الجديدة.

استعادت حركة الشباب الصومالية نفوذها العسكري والمالي نتيجة تراجع العمليات العسكرية المشتركة (الحكومية والأفريقية) ضدها في السنوات لـ5 الماضية، ما دفع إلى تنفيذ علميات نوعية داخل وخارج البلاد الأمر الذي يشكل تحديا صعبا امام الحكومة الحالية بحسب المحللين.

"بلبلة" داخل حركة الشباب

بحكم موقعه السابق في داخل حركة الشباب وعلاقاته المتينة مع قيادات وعناصر في الحركة تسعى الحكومة الصومالية إلى إحداث "بلبلة" داخل الحركة، مستغلة في الخلافات الأيدولوجية بين بعض القيادات في جسد الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة وفق توريرى.

يقول توريرى، إن هدف تعيين أبو منصور في هذا المنصب "ليس فقط استغلاله في حرب ضد الشباب وإنما أيضا كجزء من الدعاية الحربية"، مشيرا إلى أن الحكومة الصومالية "على عهدها بترحيب المنشقين عن جسد الحركة وتحسين التعامل معهم وبكل حرياتهم".

ويضيف، أن "ظهور أبو منصور في واجهة تشكيلة الوزارية سيعد مكسبا للحكومة وضربة قوية ضد الشباب".

وحول قدرة أبو منصور على ضرب مصالح الحركة ، قال توريرى "بالتأكيد يمكنه ذلك من خلال انتقاد فكارهم المتطرفة وتوجيه خطابات دينية لعناصر الحركة والشعب يؤكد فيها انحراف هذه الحركة من مسار الديني الصحيح، لأن الدين هو أكبر صلاح تستعطف به الحركة عناصرها وتروج أفكارها المتشددة".

ويشير توريرى، إلى أن أبو منصور "يعتبر شخصية تحظى بشعبية داخل الحركة لأن هناك قيادات مؤيدة لأفكاره وبإمكانه لعب دور كبير في ضرب جدار الحركة وفتح جبهة من الانشقاقات عن الحركة التي ستعيد حساباتها أيضا لمواجهة أحد أركانها السابقين في المرحلة القادمة".

ومنذ سنوات، يخوص الصومال حرباً ضد حركة "الشباب" المسلحة التي تأسست مطلع 2004 وتتبع فكرياً لتنظيم "القاعدة"، حيث تبنّت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات.

#الصومال
#حركة الشباب
#مختار ربو
#وزير الأوقاف
٪d سنوات قبل