|

بعد 17 عاما.. سيدة تحمل بجهود مركز مقديشو لعلاج العقم

في مهمة هي الأولى من نوعها في الصومال الذي يعاني قطاعه الصحي من التهميش

11:21 - 16/08/2022 الثلاثاء
تحديث: 12:11 - 16/08/2022 الثلاثاء
الأناضول
بعد 17 عاما.. سيدة تحمل بجهود مركز مقديشو لعلاج العقم
بعد 17 عاما.. سيدة تحمل بجهود مركز مقديشو لعلاج العقم

17 عامًا من الصبر والمحاولات ومشاكل العقم تكللت أخيراً بالبشارة مع اقتراب السيدة الصومالية مريم عبدي من وضع طفلها الأول، وذلك بفضل جهود مركز مقديشو لعلاج العقم.

طيلة السنوات الماضية عانت مريم من الحرمان من الأمومة، لتنتهي المعاناة مع بلوغ حملها شهره الثامن، نتيجة مهمة طبية تعدّ الأولى من نوعها في الصومال الذي يعاني قطاعه الصحي منذ عقود من هشاشة البنية التحتية.

داخل مركز مقديشو للخصوبة وعلاج مشاكل العقم، تصطفّ عشرات النسوة اللاتي يعانين من شتى مشاكل العقم والتأخّر في الإنجاب، علّهنّ يحققن حلمهن في إنجاب طفل.

يقوم المركز بكوادره المحلية بحلّ مشكلة العقم بفضل تقنيات حديثة في مجال الطب قد لا تتوفر في البلاد سابقًا، وهو ما كان يدفع أصحابها للخوض برحلة علاج في الخارج، بتكاليف تقدّر بآلاف الدولارات، وبنتائج غير مضمونة تبعاً لحالة الشريكين.

رحلة علاج طويلة

فطرة المرأة تجعلها تسعى لتحقيق حلمها بالأمومة مهما كثرت المعوقات، طالما أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق، سواء كانت فقيرة أو غنية، لا فرق، "فالأولاد نعمة يزرق الله بها من يشاء ونحن نأتي بالأسباب"، بهذه الكلمات بدأت مريم حديثها للأناضول.

تقول السيدة: "خضت أكثر من 20 رحلة علاج في الداخل والخارج لأجد حلّا لمشكلة العقم التي أعاني منها منذ 17 عامًا، جميعها لم يُكتب لها النجاح رغم أن خيوط الأمل لا تزال حاضرة فيها، فالأطباء وافقوا بوجود فرصة لي للإنجاب، لكن كنت مؤمنة بأن الوقت لم يحن بعد".

وتابعت: "كغيري من اللواتي يعانين من مشكلة تأخر في الإنجاب، واجهت أيامًا عصيبة بسبب الاستفسارات والتساؤلات التي تأتي من الأهل والصديقات حول ما إن كان لدي حمل أم لا، وليس لديّ ما أجيب عن هذا السيل من التساؤلات غير التجاهل وأحيانًا الاكتفاء بعبارة لا".

في المجتمع الصومال، ما زال العرف التقليدي سائدًا حول سؤال الزوجين منذ الشهور الأولى للزواج حول ما إذا كان هناك حملٌ أم لا بغية تهنئتهما.

هذا الأمر يزيد القلق لدى الأزواج الذين يضطرّون للجوء إلى المراكز الصحية للكشف عن أسباب تأخّر الحمل، وقد يتطور أحيانًا إلى الانفصال نتيجة إلحاح الأهل حول هذا التساؤل.

أمل وفرصة للإنجاب

بعد خضوعها لفحوصات متنوّعة واعتمادها خطة للعلاج بشكلٍ أساسيّ لمدة شهرين، أخبرها الطبيب أن فرصة حملها تزداد يومًا بعد يوم، ليبشرها أخيرًا بأنها حامل في الأسبوع الأول، بحسب مريم.

وتقول للأناضول: "إنها لحظات فرح وسعادة لأخطو خطواتي الأولى نحو تحقيق حلم الأمومة الذي طالما سعيت إليه منذ 17 عامًا، هذه نتيجة صبري وإيماني بقدرة الله ومن ثم التزامي بتوصيات وعلاج الطبيب".

ومن جهته يقول الدكتور عبدالكريم عن حالة مريم: "إنها صبورة بما يكفي، وكانت ملتزمة بشكلٍ كبير، حيث إنها تعاني فقط من الإباضة غير المنتظمة، فوصفت لها أدوية تنشيط وتأثير جودة البويضة والحمد لله هي اليوم حامل وسيتحقق حلمها للإنجاب".

وأضاف الطبيب أن "المركز يعمل على علاج مشاكل العقم من خلال 3 طرق، الأولى هي العلاجات الطبية للمرضى من خلال إعطائهم الأدوية التي قد تساعدهم في الحمل، والثانية هي طريقة تحفيز الإباضة عند المرأة للحصول على فرص أكبر للإخصاب".

أما الطريقة الثالثة، يتابع الطبيب "فتجري عبر تلقيح نطف الرجل داخل الرحم، وهذه الطريقة تستخدم عندما تكون المشكلة من جانب الرجال الذين يعانون من ضعف في الحيوان المنوي، حيث يحتاج مساعدة للوصول إلى البويضة".

وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى منع الحمل لدى الزوجين، لكن أكثر الحالات التي يستقبلها المركز هي حالات سوء نوعية البويضات وسوء نوعية الحيوانات وقلة جودتهما، إلى جانب فشل في الإخصاب، بحسب المركز.

تجارب ناجحة

أفراح إبراهيم عمر، إحدى اللواتي يعانين من مشاكل هرمونية، رغم مرور 4 سنوات على زواجها لم تتمكن من الحمل سوى مرةً واحدة تعرّضت خلالها لإجهاض تلقائيّ، لكن بعد اتّباع إرشادات المركز، تمكنت من الحمل وحققت حلمها وأنجبت طفلاً.

تقول أفراح للأناضول: "كنت بصدد السفر للخارج قبل افتتاح هذا المركز، لكن بعد افتتاحه قرّرت زيارته، وبعد خضوعي لفحوصات طبية تم وصف أقراص لي لعلاج المشاكل الهرمونية التي أعاني منها وتنشيط لبويضة".

وأضافت: "بعد 3 أسابيع من استخدام الأقراص والتزام الإرشادات الطبية، الحمد لله اصبحت حاملاً، فكنت أحرص على متابعة الطبيب أسبوعيًا إلى أن أنجبت ولدًا".

من جهته، يقول الدكتور عبد الولي، إنه "بعد معرفة مشاكلها ووصف الدواء لها، تابعنا أمرها، وهي تستفسر عن كل ما استجدّ في حالتها، وأخيرًا الحمدالله استقبلت ولدها وهما يتمتّعان بصحة جيدة".

ورغم أن المركز يوفر خدمات طبية نادرة في البلاد قد تشكل بصيص أمل لدى الكثير من الصوماليين الذين يعانون من مشاكل العقم والتأخر في الإنجاب، إلا أنه يظل عاجزًا عن تلبية احتياجات جميع سكان العاصمة.

وازدادت في السنوات الأخيرة نسبة مشاكل العقم وصعوبات الإنجاب، ربطها مختصّون بأسباب عديدة مثل الإفراط في التدخين وتناول الخمور والسمنة وعدم ممارسة الرياضة، فضلاً عن الأغذية ومزروعات المعدّلة جينياً، ما أدّى إلى تراجع مستويات الخصوبة.

#الإنجاب
#الصحة الإنجابية
#الصومال
#العقم
#علاج العقم
#مقديشو
٪d سنوات قبل