|

الاتحاد من أجل المتوسط: منطقة المتوسط الأكثر تضررا من تغير المناخ

للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات تغير المناخ.. جناح خاص بدول البحر المتوسط على هامش أعمال "كوب27" جرامينوس ماسترويني، النائب الأول لأمين عام "الاتحاد من أجل المتوسط"، للأناضول:- منطقة البحر الأبيض المتوسط هي ثاني أسرع المناطق في العالم من حيث الارتفاع في درجات الحرارة.- الجناح يوفر منصة لجميع أصحاب المصلحة في منطقة البحر الأبيض المتوسط لإخبار قصتهم.- كمية البيانات التي تجمع من الشاطئ الجنوبي محدودة مقارنة بما نجمعه من الشاطئ الشمالي، وهدفنا التالي هو سد هذه الفجوة.- ارتفاع مستوى سطح البحر ينتج عنه تهديد أكبر من غرق مدن ساحلية، يتمثل بتسرّب مياه البحر المالحة للتربة وبالتالي بوار الأراضي الزراعية.- إذا أردنا معالجة تغيّر المناخ، فما علينا فعله هو تجميع ما لدينا، على سبيل المثال، الطاقة الشمسية من الجنوب، مع تكنولوجيا الهيدروجين من الشمال.

12:17 - 9/11/2022 الأربعاء
تحديث: 13:17 - 9/11/2022 الأربعاء
الأناضول
الاتحاد من أجل المتوسط: منطقة المتوسط الأكثر تضررا من تغير المناخ
الاتحاد من أجل المتوسط: منطقة المتوسط الأكثر تضررا من تغير المناخ

للمرة الأولى في تاريخ مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ، يُفتتح الثلاثاء، جناحٌ خاص بدول البحر المتوسط، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف "كوب27"، المقام بمدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022.

ويعدّ البحر المتوسط نقطة ساخنة مناخيا، إذ ترتفع درجة حرارة المنطقة بنسبة 20 بالمئة أسرع من المتوسط العالميّ، وهي ثاني أكثر المناطق احترارًا على مستوى العالم.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال جرامينوس ماسترويني، النائب الأول لأمين عام "الاتحاد من أجل المتوسط"، إن "الجناح فرصة للتعرف على شبكة خبراء حوض المتوسط المعنية بتغير المناخ والبيئة (MedECC)، ومنصّة للتفاعل وطرح المشكلات والحلول".

وتضم منظمة "الاتحاد من أجل المتوسط" 42 بلدًا، بينها 15 بلدًا جنوب المتوسط وشرقه، وجميع دول الاتحاد الأوروبي.

فيما تضم شبكة (MedECC)، أكثر من 600 عالم من 35 دولة، وهي جهة استشارية مستقلة.

المتوسط.. الأكثر احترارًا!

تحدث ماسترويني عن أن "التغيرات المناخية تهديدٌ عالمي، لكن وضعها خاص للغاية في المنطقة الأوروبية المتوسطية".

وتابع: "منطقة البحر الأبيض المتوسط هي ثاني أسرع المناطق في العالم من حيث الارتفاع في درجات الحرارة بشكل عام، كما أن درجة حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط الأكثر ارتفاعاً أيضًا".

وأضاف: "في ظل هذه التهديدات، فإن العمل جنبًا إلى جنب هو ضرورةٌ ملحّة للتصدي لتأثيرات التغيرات المناخية المهددة، مثل الارتفاع السريع جدًا في مستوى سطح البحر، وندرة المياه، وزيادة ظواهر الطقس المتطرفة، وقائمة طويلة جدًا من التأثيرات الأخرى".

وقال: "المشكلة فيما يتعلق بمفاوضات المناخ، أنه يتم إجراؤها من قبل أطراف أو كتل وليس دول منفردة، وللأسف لا توجد مجموعة متوسطية إقليمية معتمدة من منظومة الأمم المتحدة".

وبيّن أن "دول البحر الأبيض المتوسط هي جزء صغير من 3 مناطق مختلفة، وهي: المجموعة العربية، مجموعة غرب الاتحاد الأوروبي، ومجموعة تضمّ بقية أوروبا".

وأردف: "لذلك قررنا، لأول مرة في تاريخ المفاوضات الخاصة بالمناخ، أن نجمع بين أصحاب المصلحة المتوسطيين من جميع الفئات، بدءًا من الدول وصولاً إلى المجتمع المدني وغيرها من الفئات".

خدمات جناح المتوسط..

لفت ماسترويني إلى أن "الجناح يوفر منصة لجميع أصحاب المصلحة في منطقة البحر الأبيض المتوسط لإخبار قصتهم"، وتابع: "هي قصة خاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، قصة تهديدات، لكنها أيضًا وقبل كل شيء قصة الحلول".

وأشار قائلاً إن "بيئة البحر الأبيض المتوسط احتضنت أقدم الحضارات، لذا نحن نملك الكثير مما يمكننا تعلمه والاستفادة منه من تاريخنا المختلف والمتنوع، والعمل على أن نخلق مناخًا من التكامل".

وتابع: "على سبيل المثال، يمكن العمل على خلق تكامل في مجال الطاقة، فأوروبا تريد تخفيض انبعاثات الكربون، وهو أمر مستحيل دون الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتوفرة في دول جنوب المتوسط والبلقان".

وفي هذا الإطار شرح أن "هذا الجناح مصمّم ليكون نقطة التقاء لخلق تعاون، من خلال فتح الحوار حول الموارد المتاحة في المنطقة، وكيف يمكن الاستفادة منها، سواء في مجال الطاقة، أو الغذاء وأيضاً المعرفة".

نحن بحاجة بعضنا البعض!

وشدد ماسترويني أن الفلسفة التي يطرحونها لا تقوم على أن الشمال يساعد الجنوب، وقال: "فلسفتنا هي أننا بحاجة إلى بعضنا البعض".

وأكد أنه "إذا قمنا بتجميع كلّ ما لدينا معًا من حيث الموارد، والمعرفة ، والعقول، والعمل الجاد، فيمكننا مواجهة هذه الأزمة، بعكس الحال إذا ما تصرفنا بمفردنا، فلا يملك فرد الوسائل الكافية لمواجهة أزمة بهذه السرعة والضخامة".

ونفى أن يكون تركيز الأبحاث على الشمال بما أن مقرّ "الاتحاد من أجل المتوسط" موجود في إسبانيا.

وقال: "هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، نحن لا نجري دراسات مباشرة، لكننا ندعم مجموعات من العلماء على رسم سيناريوهات للوضع في المستقبل وللتنبّؤ بما سيحدث، ووضع سيناريو كامل للمنطقة في ظلّ التغيّرات المناخية".

وأكد أن "هذه مشكلة لا تتصل بالشمال أو الجنوب، إنها مشكلة موضوعية تتمثل في أن هذه التوقعات تستند إلى بيانات فعلية، وكمية البيانات التي يتم جمعها من الشاطئ الجنوبي محدودة مقارنةً بالتي يتم جمعها من الشاطئ الشمالي، وهذه مشكلة، نحن في الواقع هدفنا التالي هو سد هذه الفجوة".

تسرب المياه المالحة يهدد ببوار التربة

وبالنسبة للحديث عن التهديدات الناجمة عن التغيرات المناخية، شدد ماسترويني أن "ارتفاع مستوى سطح البحر يمثل تهديدًا للمدن الساحلية، لكن غرق الشواطئ هو أصغر جزء من المشكلة".

وأوضح قائلاً إن "ارتفاع مستوى سطح البحر لا يتعلق بأن المياه سترتفع وتغرق مدن هشة ومنخفضة مثل البندقية، لكن هناك تهديد أكبر متصل بتسرّب مياه البحر المالحة للتربة"، وحذّر من أن ذلك "سيتسبب في بوار الأرض وجعلها غير صالحة للزراعة".

ولفت إلى أن "أكثر من 40 بالمئة من زراعة البحر الأبيض المتوسط تتمّ على طول السواحل، وبالتالي فإن ارتفاع مستوى البحر يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الغذائي".

وضرب مثالاً حول مصر قائلاً: "في مصر مثلا، يهدد الارتفاع السريع في مستوى سطح البحر ببوار الدِلتا (دلتا النيل في الشمال)، التي تعتمد عليها الزراعة في مصر".

تهديد للدول الأقل صلابة اقتصاديًا

أكد ماسترويني للأناضول أن "التهديدات موزّعة بالتساوي بين الشمال والجنوب، لكن المشكلة هي أن دول البحر الأبيض المتوسط غير متماثلة اقتصادياً".

وقال: "هذا هو التهديد الحقيقي، وتكمن المشكلة في أننا في مجتمع يكون فيه بعض السكان أكثر ضعفًا من غيرهم".

وتابع: "وبالتالي فإن ضغوط التغيّر المناخية في المتوسط متفاوتة، وأكثر خطورة على الدول الأقل صلابةً اقتصاديًا، وهو ما يجعل من خطر التغيّر المناخي دافعًا للهجرات أو الصراعات".

معًا لإنقاذ الأرض!

وفي مجال الحلول الواردة، قال ماسترويني: "إذا أردنا معالجة تغيّر المناخ، فما علينا فعله هو تجميع ما لدينا، على سبيل المثال، الطاقة الشمسية من الجنوب، مع تكنولوجيا الهيدروجين من الشمال.

وتابع: "ليس هذا فقط، علينا تجميع بعض الموارد المائية من الشمال، من خلال تصدير المنتجات الزراعية لدول الجنوب التي تعاني من الجفاف".

وقال: "هذا النوع من الاقتصاد الجديد، الضروري لمعالجة تغير المناخ، وهو في الواقع اقتصاد يعيد توزيع الدخل بطريقة متساوية، ويقلل من الفروق بين الدول، وسيكون محركًا للتنمية والتوظيف في المناطق التي هي في أمسّ الحاجة إليها".

وزاد: "هذه ليست صورة مثالية، بل هذا ما يحدث بالفعل، على سبيل المثال، هناك الكثير من الاستثمار على الشاطئ الجنوبي لتمكين الطاقة الشمسية من إنتاج ما يسمى بالهيدروجين الأخضر".

وتابع موضحًا: "يعني ذلك أن الوسائل المالية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة في الجنوب آتيةٌ من الشمال، مما سيخلق فرص عمل، ويخلق ترابطًا بين الشمال والجنوب".

وختم بالقول: "هو أمرٌ مدفوع بحقيقة أننا جميعًا نعتقد أنه سيكون من المهم إنقاذ الأرض، ويؤكد على مفهوم أن تقاسم الفرص ضروري للتصدي لتغيّر المناخ، ولجعل الجميع ينمون بطريقة عادلة، وهذا يحدث بالفعل".

#مؤتمر المناخ
#الأمم المتحدة
#تغير المناخ
#شرم الشيخ
#مصر
1 عام قبل