|

في قرية تنزانية.. مصورة سويسرية ترسم البسمة على وجوه الأطفال

13:34 - 14/03/2023 Salı
الأناضول
في قرية تنزانية.. مصورة سويسرية ترسم البسمة على وجوه الأطفال
في قرية تنزانية.. مصورة سويسرية ترسم البسمة على وجوه الأطفال

وجدت عاشقة التصوير الفوتوغرافي، المصورة السويسرية سودا سيفان أوساك، الاستقرار ودفء العائلة في تنزانيا، التي وصلتها في رحلة تصوير قبل 11 عامًا.

وتقول المصورة أوساك، إنها ولدت في سويسرا عام 1969 لأب شركسي وأم ألبانية، وسافرت بقصد ممارسة نشاط التصوير الفوتوغرافي إلى حوالي 80 بلدا خلال 30 عامًا.

وتضيف أوساك في حديثها مع الأناضول، أنها سافرت إلى تنزانيا عام 2012 بغرض المشاركة في رحلة للتصوير الفوتوغرافي، حيث تعرفت إلى "فابيو سوميلي سايتا" من قبيلة الماساي.

وتابعت: "ذهبت إلى تنزانيا لالتقاط الصور، حيث قابلت زوج المستقبل ووقعت في حبه من النظرة الأولى. بعد زواجنا حططت الرحال في قرية ماساي حيث تسكن قبيلة الماساي. عشت مع أفراد القبيلة فألفتهم وألفوني وأشعر اليوم أني واحدة منهم".

"أنا بيضاء ومحجبة وأرتدي نظارات طبية. كل هذه الصفات كانت بعيدة وغريبة عن الأطفال هنا. عندما أذهب إلى مكان ما في إفريقيا، كان الكثير من الناس الذين لا يعرفونني يقابلونني بالاستغراب والأطفال يبدأون بالبكاء والنساء بالضحك. كان الأطفال يحاولون لمس بشرتي باستغراب ويشعرون أنهم يقابلون شخصًا مختلفًا"، تكمل أوساك.

وتتابع: "أحب التقاط الصور والتواصل والتفاعل مع الناس خاصة مع الأطفال. في بعض أجزاء أفريقيا لم ير الأطفال حتى صورهم الخاصة لذلك فإن التقاط صور لهم يعتبر أمرًا مثيرًا وأنا بدوري مهتمة جدًا بتصوير كل ما يعكس جمال القارة السمراء".

وتشير أوساك، إلى أنها كانت تحلم على الدوام بصنع شيء للأطفال، وأن حقبة جديدة بدأت في حياتها عندما التقت بزوجها سايتا، الذي ينتمي لقبيلة الماساي في تنزانيا.

وتوضح أنها التقت زوجها في جزيرة زنجبار، وأن كل شيء تطور بسرعة كبيرة، بعدما تقدم سايتا لخطبتها طالبًا منها الزواج.

وتضيف: "قال لي سايتا تعالي وانظري أين أعيش، وتعرفي إلى عائلتي، واختبري ثقافتنا عن قرب ثم اتخذي قرارك".

"وافقت وذهبت معه إلى قرية ماساي، حيث أغرمت بأطفال القرية. إنهم جميلون وطيبون للغاية، وسكان القرية أيضًا. لقد تأثرت كثيرا بسكان المنطقة"، تكمل المصورة السويسرية حديثها بينما ترتسم ابتسامة على وجهها.

وتتابع: "بعد رؤية قرية الماساي، طلبت من زوجي عدم العيش في المدينة والاستقرار في القرية. قررنا البقاء في القرية رغم عدم توفر الكهرباء والماء، إلا أن الحياة هنا تهدّئ الروح وتطرح السكينة في القلب".

وتشير أوساك أن الأطفال على وجه الخصوص شكلوا محور الاهتمام بالنسبة لها، خاصة في أيامها الأولى في القرية، وأن الأطفال كانوا مستغربين جدًا لرؤيتهم فتاة بيضاء ومحجبة وترتدي نظارات طبية.

"تبنيت طفلين"

وتذكر أوساك أنها دائمًا ما شعرت برابطة خاصة مع الأطفال، لذلك قررت تبني اثنين من أطفال القرية، الأولى طفلة اسمها "نانا"، والثاني طفل اسمه "غايلبي".

وتقول: "نانا كانت طفلة يتيمة ولا تفارقني البتة منذ أن بدأت الإقامة في القرية فهي تأتي إلى جانبي في السادسة والنصف صباحًا، وتبقى ممسكة بي حتى المساء، وأما ابني غايلبي، فقد ركض ونحوي وأمسك بي بحب عندما رآني".

وحسب أوساك، فقد تولد في داخلها مشاعر مختلفة تجاه هذين الطفلين اليتمين ولم ترغب في تركهما لذلك قررت تبنيهما.

وتضيف: "الطفلان ذكيان جدًا وأعكف حاليا على تعليمهما. لقد تعلما اللغة التركية بسرعة وهما الآن بحمد الله ينادياني أمي (..) أذكر أننا كنّا في إسطنبول عندما قالت نانا لي (أمي) للمرة الأولى. لن أنسى هذه اللحظة أبدًا، كنت لحظة عاطفية جدًا".

"غايلبي من جهته، يحب كثيرًا الغناء باللغة التركية. أنا فخورة بهما"، تكمل المصورة أوساك.

وفي حديثها تطرقت إلى أنشطة الإغاثة التي قامت بها في المنطقة، مشيرة إلى أن موسم الجفاف الذي يضرب المنطقة، يتسبب سنويًا بموت مئات آلاف الحيوانات وهذا ما دفعها لطلب الدعم من المنظمات غير الحكومية في تركيا وقامت بحفر آبار مياه بالمنطقة.

وتشير أوساك إلى أن قرية الماساي حيث تعيش، مناسبة لتربية الحيوانات، إلا أن معظم الحيوانات التي كانت موجودة فيها نفقت بسبب الجفاف، وأنها ساهمت مع زوجها في تنظيم فعاليات لدعم الأنشطة الزراعية في المنطقة.

وتقول المصورة السويسرية: "منذ أن تم حفر آبار للمياه في المنطقة، بدأنا العمل على دفع قطاع الزراعة إلى الأمام لتلبية احتياجات السكان من المواد الغذائية. هذه التجربة كانت مفيدة للغاية وساهمت في تطوير قطاع الزراعة ورسم البسمة على وجوه الأطفال".

#أطفال
#التصوير الفوتوغرافي
#تنزانيا
#سويسرا
1 yıl önce