|

"تاكسي الخرطوم".. إرث تاريخي يقاوم الاندثار

- ترتص المئات من سيارات الأجرة القديمة وسط العاصمة السودانية لساعات للحصول على راكب- ظهور أنواع جديدة من سيارات الأجرة تعمل بتطبيقات النقل الحديثة، أثر سلبا على "تاكسي الخرطوم" القديم- دخلت سيارات الأجرة الخدمة في الخرطوم إبان الحكم البريطاني عام 1937، وشكلت إحدى العلامات المميزة للمدينة

11:01 - 16/03/2023 الخميس
الأناضول
"تاكسي الخرطوم".. إرث تاريخي يقاوم الاندثار
"تاكسي الخرطوم".. إرث تاريخي يقاوم الاندثار

رغم التطور في شتى مناحي الحياة العامة، ظل "تاكسي الخرطوم" الأصفر يقاوم الاندثار ويرفض مغادرة الشوارع، ويحمل المواطنين إلى وجهاتهم المُختلفة وهو يترنح من شدة الإهمال.

ترتص وسط العاصمة السودانية، المئات من سيارات الأجرة المتهالكة في انتظار ربما يطول لساعات للحصول على راكب بعد ظهور أنواع جديدة من السيارات تعمل بتطبيقات النقل الحديثة.

وشكل التاكسي أهم وسيلة نقل بالسودان في الماضي وهو بمثابة مرشد ودليل سياحي، وظل محافظا على مكانته لدى كبار السن ممن يحنون إلى الماضي.

أغلب السيارات القديمة التي كانت تجوب شوارع الخرطوم من صناعة بريطانية، ولاحقا دخلت الخدمة السيارات الروسية، ثم البريطانية اليابانية في عام 1978.

التقنيات الحديثة أثرت كثيرا على التاكسي التقليدي، لكن سائقوه يحاولون بقوة من أجل البقاء، من خلال معرفتهم ودرايتهم التامة بشوارع ومعالم العاصمة بمدنها الثلاثة، الخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان (غرب)، وجميع المواقع الحيوية والسياحية والأثرية.

وتذكر السيارات القديمة أصحابها بتاريخ الخرطوم في ستينيات القرن الماضي، عندما كان التاكسي أحد العلامات المميزة للمدينة، التي كانت تعج بالسياح والحركة التجارية قبل أن تفقد بريقها ولمعانها خلال السنوات اللاحقة.

وجرى إدخال سيارات الأجرة إلى العاصمة السودانية إبان الحكم البريطاني في عام 1937، وتم تجديد أسطولها آخر مرة في 1978.

وتحمل هياكل سيارات التاكسي القديمة علامات الإصلاحات المتكررة، وتقشر طلاؤها فيما ينتظر سائقوها المتقدمون في السن الزبائن لكن بلا جدوى في بعض من الأحيان.

مهنة عصية على الاندثار

وفي حديث للأناضول، أفاد عبد المنعم محمد، رئيس "وحدة نقابة التاكسي" بالخرطوم (غير حكومية): "أعمل في مهنة التاكسي منذ عام 1996، والتاكسي بالنسبة إلينا مملكة عصية على الاندثار، وسائق التاكسي بمثابة رمز للبلاد يكافح ويناضل من أجل مهنته التليدة".

وأضاف: "التاكسي لا يمكن أن ينتهي بين عشية وضحاها، وسيظل باقيا إلى أن تقوم الساعة".

وطالب "الدولة بتحديث وتجديد التاكسي خاصة وأن السيارات الموجودة حاليا قديمة ولا يمكنها مواكبة التحديث المستمر في الموديلات الجديدة للسيارات".

وأردف: "نطالب بسيارات حديثة (..) سائق التاكسي يناضل من أجل أبنائه في توفير لقمة العيش، والذين يدرسون في المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية".

وتابع: "كان لدينا في النقابة أكثر من 3 آلاف سيارة تاكسي لكن حاليا تقلصت إلى حوالي ألف سيارة".

سائق التاكسي

يقول سائق التاكسي، ميرغني خلف الله: "أعمل في هذه المهنة منذ عام 1977. حوالي 43 عاما، وتاكسي الخرطوم ظل يقاوم منذ 1939".

وأضاف للأناضول: "جهات عديدة حاولت إدخال أنواع حديثة من السيارات من أجل محاربتنا، وما زال التاكسي صامدا وسيظل".

واستطرد: "سائق التاكسي كما هو شائع معروف ومشهور بالصدق والأمانة وروح الزمالة".

وزاد: "الآباء الذين يعملون في مهنة التاكسي علموا أبنائهم في الجامعات بعرق المهنة. أعرف منهم من تخرج في مجالات الهندسة والطب والمحاماة والتعليم".

بدوره، ذكر المواطن السوداني عبادي وقيع الله، أنه "رغم ظهور وسائل النقل الحديثة، لكن التاكسي القديم ظل محافظا على نفسه ودوره وأداء رسالته بأقل الأثمان والأسعار".

وأضاف في حديث للأناضول: "التاكسي القديم يطوف ويجول في أطراف العاصمة الخرطوم بأسعار رمزية مقارنة مع السيارات الحديثة التي تعمل في المجال".

واستدرك قائلا: "وسيلة التاكسي محترمة ولديها تاريخ قديم وأزلي في السودان وقدمت الكثير للمواطن".​​​​​​​

#الخرطوم
#السودان
#تاكسي
1 عام قبل