تتميز الأجواء الرمضانية بعادات شعبية مشتركة بين الكثير من البلدان الإسلامية ومن هذا العادات التراثية إطلاق مدفع الإفطار الذي كانت له ضرورة في الماضي حين لم تكن مكبرات الصوت موجودة، ولكنها مع مرور الزمن واستخدام الوسائل المتطور لتكبير الصوت لم تعد هناك حاجة لاستخدام المدفع، ولكن ظل استخدامه متبعا بوصفه من الموروثات الشعبية المرتبطة بالطقوس الرمضانية.
وجرت العادة على إطلاق عدة طلقات من مدفع الإفطار في الليلة التي يُرى فيها هلال رمضان احتفالا بحلول هذا الشهر الفضيل، وكذلك تكرر هذه العملية في الليلة التي يُرى فيها هلال شوال مع انتهاء رمضان، وذلك احتفالا بحلول عيد الفطر.
لا يُعرف على وجه الدقة متى بدأ استخدام المدفع إيذانًا بحلول وقت المغرب ليفطر الصائمون، ولكن المؤكد أن بداية هذه العادة كانت في القاهرة، وتتضارب الروايات حول العصر الذي بدأ فيه ذلك، فتشير روايات إلى أنها تعود إلى العصر
الفاطمي، في حين تُرجع روايات أخرى ذلك إلى العصر المملوكي، ويرى البعض أن هذه العادة بدأت أواخرَ القرن التاسع عشر في عهد والي مصر العثماني محمد علي باشا، وهذه الرواية هي الأرجح.
ولاحقا انتقلت عادة ضرب المدفع إلى بلاد الشام، والأناضول، والعراق ثم إلى شبه الجزيرة العربية، وبعض البلدان الإفريقية، وأخيرًا إلى جنوب شرق آسيا، حيث أطلق أول مدفع إفطار في إندونيسيا سنة 1944.
