|

رمضانيات.. طبلة السحور من الطقوس التراثية المرتبطة بشهر الصوم

"المسحَّراتي" هو الشخص الذي يطوف الأحياء قارعا طبلته لإيقاظ المسلمين في شهر رمضان من أجل تناول السحور قبل البدء بالصيام.

17:30 - 16/03/2024 السبت
تحديث: 01:22 - 15/04/2024 الإثنين
يني شفق
رمضانيات.. طبلة السحور من الطقوس التراثية المرتبطة بشهر الصوم
رمضانيات.. طبلة السحور من الطقوس التراثية المرتبطة بشهر الصوم

ما إن يبدأ شهر الصيام حتى يتذكر الناس في عدد من البلدان الإسلامية ذلك الشخص الذي يحمل طبلته ويجوب بين الأحياء مرددا بعض الأهازيج الدينية والعبارات التي تدعو النائمين للاستيقاظ كي يتناولوا وجبة السحور قبل بدء الصيام.


وهذه العادة التي ارتبطت بالثقافة الشعبية في الكثير من المدن الإسلامية كانت عملاً ضروريا في الماضي، لعدم وجود المنبهات التي تُستخدم اليوم لإيقاظ الناس. فمتى وكيف بدأت فكرة الإيقاظ من أجل السحور؟


إيقاظ المسلمين لتناول السحور عادة أصيلة تعود إلى العهد النبوي، وذلك من خلال نداء الأذان مرتين، حيث كان بلال بن رباح يؤذن لتذكير الناس بتناول وجبة السحور قبل مدة من دخول وقت الفجر، ومع حلول الفجر كان عبد الله بن أم مكتوم يؤذن معلنا دخول وقت الفجر ووجوب البدء بالصيام.


ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية ابتُكرت في مرحلة لاحقة أساليب جديدة لإيقاظ المسلمين من أجل تناول السحور، قبل حلول الفجر وبدء الصيام الذي يوجب الامتناع عن الطعام والشراب طوال النهار، إذ يُروى أن الوالي العباسي على مصر عنبسة بن إسحاق كان أول من ينادي على الناس لإيقاظهم وقت السحر كي يتناولوا ما يتقوون به على صيامهم.


ولاحقا بدأت عادة قرع الطبلة بالانتشار وكانت البداية في مصر، حيث كان "المسحَّراتية" يجوبون الشوارع قارعين طبلاتهم، وأصواتُهم تصدح بالأهازيج الدينية والأدعية والعبارات التي تشير إلى أهمية الصيام وفضل السحور.


وهكذا أصبحت عادة الإيقاظ للسحور من المهن الشعبية التي راحت تنتشر في البلدان الإسلامية. وكان المسحراتية في بلاد الشام يطرقون الأبواب لإيقاظ أهلها وكثيرا ما كانوا ينادون أرباب البيوت بأسمائهم.

من أهم العبارات التي ينادي بها المسحراتية


"اصح يا نايم، وحد الدايم"، "قوموا على سحوركم جاء رمضان يزوركم"، "السحور خير وبركة"، "قوموا على السحور، وصلُّوا على الرسول".


وكان المسحراتية في مصر والسودان قبل انتشار الكهرباء وإنارة الطرق، قد اعتادوا على اصطحاب طفل يحمل لهم الفانوس كي يضيء الطريق أمامهم.


ويُطلق على "المسحراتي" في تونس والجزائر لقب "بو طبيلة" أي صاحب الطبلة، والمسحراتي في المغرب يعزف على مزمار طويل، ويُعرف باسم "النفّار".

أما في تركيا فالمسحراتي شخص يعمل تحت إشراف البلديات التي تخصص لهم الأجور، ويحمل طبلا كبيرا ويقرعه بقوة.

وعادة ما يرتدي المسحراتية أزياء شعبية كل حسب تراث مدينته، وقبيل انتهاء رمضان يطرق المسحراتية أبواب الأحياء التي أيقظوا الناس فيها ليحصلوا على أجور مادية لقاء عملهم طوال شهر رمضان، فيجود الناس عليهم كل حسب إمكانياته.



#رمضانيات
#المسحراتي
#عادات وتقاليد
1 شهر قبل