|

مع وضد.. انقسام بين الأحزاب السودانية إزاء التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

انقسام المواقف رسم صورة ضبابية لشكل العلاقة المتوقعة بين الخرطوم وتل أبيب

17:36 - 24/10/2020 Cumartesi
تحديث: 17:42 - 24/10/2020 Cumartesi
الأناضول
مع وضد.. انقسام بين الأحزاب السودانية إزاء التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي
مع وضد.. انقسام بين الأحزاب السودانية إزاء التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

دخل السودان قائمة دول التطبيع مع إسرائيل بعد عداء تاريخي طويل منذ استقلاله عام 1956.

والجمعة، أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، موضحا أن "المصادقة عليه تظل من اختصاص الأجسام التشريعية"، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

ووضع قرار إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وزراعية بين الخرطوم وتل أبيب، السلطة الانتقالية "مجلسي الوزراء والسيادة " في مواجهة مع أحزاب سياسية داخل قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، وكذلك الأحزاب المعارضة، لا سيما الإسلامية.

ورسم انقسام مواقف الأحزاب السياسية من التطبيع صورة ضبابية عن شكل العلاقة المتوقعة مع إسرائيل، في ظل تباين في الرفض الشعبي بين موافق ورافض.

ويعتبر المؤيدون للتطبيع أنه سيساهم كثيرا في حل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد حاليا، وقبول المجتمع الدولي للسودان بعد سنوات من الحصار والعقوبات، جراء وجوده في "قائمة الإرهاب" لأكثر من 27 عاما.

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس نيته رفع السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، وربط خبراء الأمر بإعلان التطبيع السوداني الإسرائيلي.

فيما يؤكد المعارضون للتطبيع، أن هذا القرار لا يستند إلى أي شرعية، فهو صادر من حكومة انتقالية وليست منتخبة، ولم يخضع لتصويت البرلمان.

كما يعتبر معارضون آخرون، أن خطوة التطبيع "خيانة" لقيم ومثل السودان والثورة التي أطاحت بالرئيس عمر بالبشير، في أبريل/ نيسان 2019، "حرية سلام وعدالة" على اعتبار أن إسرائيل دولة محتلة معتدية.

** تحالفات السلطة

قوى "الحرية والتغيير" تعتبر التحالف الأكبر في تاريخ السودان، حيث تضم تحالفات وأحزابا وكيانات، وتتكون من "تجمع المهنيين"، و"تحالف الإجماع الوطني"، و"تحالف نداء السودان"، و"تحالف التجمع الاتحادي والقوى المدنية" (عدد من أجسام ومنظمات المجتمع المدني).

وأعلن "تحالف الإجماع الوطني" رفضه للتطبيع مع إسرائيل، ومن أبرز أحزابه "الشيوعي" و"البعث العربي الاشتراكي" و"الناصري".

وقال "التحالف" في بيان الجمعة، "نرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني"، مضيفا كما نرفض أي قرار يعني بالتطبيع يتم دون تفويض من مجلس تشريعي منتخب، خاصة في ظل تغييب تام للشعب وقواه الحية".

كما يرفض "الشيوعي السوداني"، أحد أبرز أحزاب التحالف، التطبيع مع إسرائيل.

ويستند في موقفه من التطبيع، بحسب ما يقول، إلى "التضامن مع نضالات الشعوب التي تتعرض للقهر والاضطهاد، ويتضامن مع شعوب العالم المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية".

ويؤكد الشيوعي، "رفضه لأي اتفاق مع إسرائيل إلى حين حصول الفلسطينيين على حل عادل لقضيتهم".

** نداء السودان

يضم تحالف "نداء السودان" أحزاب "الأمة القومي"، و"المؤتمر السوداني"، و"البعث السوداني"، و"الجبهة الثورية" (حركات مسلحة).

ويعتبر "الأمة القومي" من أكبر الأحزاب السودانية، وهو صاحب أكبر مقاعد في البرلمان المنتخب عام 1986.

ويمثل رئيس الحزب الصادق المهدي، آخر رئيس منتخب في البلاد، وأطاح به انقلاب عسكري بقيادة عمر البشير عام 1989، الذي استولى على السلطة.

ويرفض "حزب الأمة" التطبيع مع إسرائيل، مستندا إلى أنه "ليس من حق سلطات الفترة الانتقالية التقرير في القضايا الخلافية الكبيرة التي هي من صميم عمل الحكومات المنتخبة".

فيما لم يعلن "تجمع المهنيين"، و"التجمع الاتحادي" و"القوى المدنية" مواقفها من التطبيع مع إسرائيل حتى الآن.

وأعلن "البعث السوداني" (اشتراكي) وهو من أشد المعارضين للاتفاق، الجمعة، "خطوات لتشكيل جبهة وطنية ضد التطبيع".

** المؤيدون في الائتلاف الحاكم

أعلنت "الجبهة الثورية" بشقيها (الجبهة الثورية، والجبهة الثورية بقيادة مناوي)، ترحيبها بالتطبيع مع إسرائيل.

وتضم "الجبهة الثورية"، 8 فصائل مسلحة وسياسية بقيادة الهادي إدريس، أبرزها "الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار"، و"حركة العدل والمساواة"، وكيانات أخرى.

وأعرب متحدث "الجبهة الثورية" أسامة سعيد، عن "ترحيبه بإقامة علاقات مع إسرائيل لأجل مصلحة السودان"، واعتبرها "خطوة شجاعة".

فيما تعد "حركة تحرير السودان" بقيادة أركو مناوي، أبرز مكونات "الجبهة الثورية/ بقيادة مناوي"، إلى جانب فصيل "الحزب الاتحادي" بقيادة التوم هجوم.

وقال مناوي رئيس "حركة تحرير السودان"، إن قرار التطبيع "أمر حتمي لا بد من اتخاذه نسبة إلى أن الوضع في العالم الجديد تحدد المشاركات عبر المصالح التي تفرض خطى سير أي دولة، وإسرائيل نواة".

وجميع تلك الأحزاب موقعة على اتفاق السلام بجوبا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

أما "المؤتمر السوداني" أحد أحزاب "نداء السودان" المنضوي تحت "إعلان الحرية والتغيير"، فيرى أنه "ليس هناك أي موقف أيديولوجي ضد إسرائيل".

وأكد قادة الحزب في تصريحات سابقة، أن "المؤتمر السوداني ليس له موقف أيديولوجي مسبق، كما أن سياسته تقوم على المصالح، وإذا كانت هناك مصلحة حقيقية مع إسرائيل فلا مانع من التطبيع".

** أحزاب خارج السلطة تؤيد التطبيع

يعتبر "حزب الأمة" بقيادة مبارك الفاضل، من أكبر المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل، ويزعم أن مصلحة السودان في ذلك.

والفاضل، من أوائل المجاهرين "بضرورة التطبيع، ودعا إليه عندما كان نائب رئيس وزراء في عهد عمر البشير في 2017".

** أحزاب خارج السلطة ضد التطبيع

تقف التيارات الإسلامية المختلفة ضد التطبيع، فهي ترى في إسرائيل "عدوا"، ومن أبرزها "حزب المؤتمر الشعبي" (حزب الراحل حسن الترابي).

وقال "حزب المؤتمر الشعبي" في بيان، السبت، "موقفنا من القضية الفلسطينية أساسه العقيدة، وعموده النصرة، وقمته العهد والولاء لله رب العالمين، حربا على الظلم ومناصرة للحق".

** أحزاب لم تعلن موقفها

يعتبر "الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل" بقيادة محمد عثمان الميرغني، من أقدم الأحزاب في البلاد، وهو خارج السلطة لكنه يبدي مرونة تجاه السلطة الانتقالية، إلا أنه لم يصدر موقفا بشأن التطبيع مع إسرائيل حتى الآن.

ويعد السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي.

#أحزاب سودانية
#التطبيع السوداني الإسرائيلي
#السودان
3 yıl önce