|

باكستان: لا ينبغي لممارسات الاحتلال بغزة أن تمر دون عقاب

مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم: - يجب أن يقوم المجتمع الدولي بإقناع قيادات المتطرفين في إسرائيل بوقف المجزرة في غزة - العقوبات يمكن أن تشمل وقف جميع شحنات الأسلحة وقيود تجارية ووقف شحنات الوقود - من الضروري مناقشة استمرار عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة

10:01 - 18/04/2024 Perşembe
الأناضول
باكستان: لا ينبغي لممارسات الاحتلال بغزة أن تمر دون عقاب
باكستان: لا ينبغي لممارسات الاحتلال بغزة أن تمر دون عقاب

شدد المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم على أن ممارسات إسرائيل في قطاع غزة "لا ينبغي أن تمر دون عقاب"، داعيًا المجتمع الدولي إلى العمل المشترك إلى إنزال هذا العقاب بتل أبيب.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها الأناضول مع الدبلوماسي الباكستاني قيم خلالها أداء مجلس الأمن الدولي في الآونة الأخيرة، وعلق على التطورات في قطاع غزة، والعلاقات التركية الباكستانية.

في بداية حديثه، استنكر السفير أكرم مواصلة إسرائيل هجماتها ضد قطاع غزّة رغم صدور قرار من مجلس الأمن، في 25 مارس/ آذار الماضي، يطالب بوقف إنساني عاجل لإطلاق النار في القطاع.

وأكد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ"إقناع قيادات المتطرفين في إسرائيل بوقف المجزرة الحاصلة في غزة".

وقال مستنكرًا: "لأول مرة نرى دولة (إسرائيل) تتجاهل رأي العالم كله. إضافة إلى أن أنها لا تستمع إلى أصدقائها".


خيارات معاقبة إسرائيل

وبشأن الخيارات المتاحة أمام مجلس الأمن لإجبار إسرائيل على تنفيذ قرارته، أشار أكرم إلى صعوبة تمرير أي عقوبات في مجلس الأمن ضد إسرائيل بسبب "أصدقائها" بالمجلس.

لكنه شدد مع ذلك على "ضرورة أن تعلم إسرائيل أن ممارساتها بالأراضي الفلسطينية لن تمر دون ثمن"، عبر عقوبات تتخذها دول العالم ضدها خارج إطار مجلس الأمن.

وقال إن ذلك قد يشمل "وقف جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل"، مطالبا أصدقاء إسرائيل في هذا الصدد بألا يقوموا بـ"تسهيل الإبادة الجماعية" في غزة.

وأضاف: "ينبغي على جميع الدول اتخاذ الإجراءات اللازمة والنظر في الخطوات المناسبة الواجب اتخاذها لمعاقبة النظام الإسرائيلي، وفي مقدمتها فرض عقوبات وقيود تجارية ووقف شحنات الوقود".

وأكد الدبلوماسي الباكستاني أيضًا على ضرورة مناقشة استمرار عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة.

واعتبر أن "هذا خيار يمكن اللجوء إليه لإجبار إسرائيل على وقف ممارساتها في الأراضي الفلسطينية".

وقال: "من المهم توحيد الجهود، واتخاذ إجراءات مشتركة في هذا الإطار".


"إسرائيل تتعمد قصف المدنيين"

وحول الوضع في غزة، قال أكرم: "غزة تحولت إلى ركام. فقد تقطعت السبل بالأبرياء الذين بقوا عالقين وسط المجزرة هناك".

وأضاف: "مليونا شخص (في غزة) لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه، فأينما ذهبوا يقعون تحت وابل القصف والهجمات العسكرية".

واتهم إسرائيل بـ"تعمد قصف المدنيين الأبرياء وأولئك الذين يحاولون مساعدتهم أيضًا".

وقال بهذا الخصوص: "تزعم إسرائيل أنها قتلت عن طريق قصف جوي بالخطأ موظفين من منظمة المطبخ المركزي العالمي (منظمة خيرية مدنية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة)".

واستدرك مفندا هذا الزعم: " لكن القصف المذكور استهدف ثلاث مركبات، واحدة تلو الأخرى. لا يبدو الأمر وكأنه حدث بالخطأ. يبدو أنه هجوم جرى التخطيط له مسبقًا".

وشدد على أن "هذه الممارسات لا ينبغي أن تمر دون عقاب، ويجب أن تكون هناك عقوبات جادّة لعدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يتعين على المجتمع الدولي برمته أن يراجع الخطوات اللازمة تجاه إسرائيل".


الموقف الأمريكي من غزة

وبشأن التغير الحاصل في موقف واشنطن من الأحداث في قطاع غزة، عوضًا عن الدعم التام الذي أعلنت عنه في البداية لإسرائيل، قال السفير أكرم إن "موقف الولايات المتحدة من دعمها لإسرائيل تغير بعض الشيء، وأنها بدأت تقبل بوقف إطلاق النار (في غزة) بعد أن كانت تعارضه".

لكنه شدد على أن موقف واشنطن "لا يُعد كافيًا".

وأضاف موضحًا: "يجب على الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى اتخاذ المزيد من الخطوات لضمان مساءلة إسرائيل على ممارساتها (في غزة)، وجعل هذه الممارسات مكلفة بالنسبة لتل أبيب، وإقناعها بضرورة إنهاء هذه الحرب الرهيبة".


حل الدولتين خيار واقعي

وفيما يتعلق بما يجب عمله من أجل حل القضية الفلسطينية، أكد السفير أكرم على أن حل الدولتين هو "الخيار الوحيد المستدام والواقعي، وأنه يجب أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة".

وشدد في هذا السياق على ضرورة دعم طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وخلق الأسس القانونية التي تضمن قيام دولة فلسطين.

وعبر الأناضول، قدم السفير الباكستاني رسالة "تعزية ومواساة وتضامن" مع الشعب الفلسطيني لضحاياه في غزة.

وقال: "نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وسنبذل كل ما في وسعنا لتخفيف معاناته، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية".


مجلس الأمن بحاجة لإصلاح

وبخصوص وضع مجلس الأمن في الوقت الراهن، اعتبر السفير أكرم أن هذه المنظمة الدولية "باتت اليوم بحاجة ماسة إلى إصلاحات شاملة".

وأوضح أن تلك الإصلاحات يجب أن تضمن تمثيلا أكبر لدول العالم بهذا المجلس.

ولفت في هذا الصدد إلى أن الأمم المتحدة تأسست بـ55 عضوا، لكن عدد أعضاءها ارتفع إلى 193 عضوًا اليوم.

وقال: "على هذا النسق يجب إيجاد تمثيل أكبر أيضًا للدول الصغيرة والمتوسطة" في مجلس الأمن.

وذكر الدبلوماسي الباكستاني أن دولًا مثل تركيا وباكستان، دعت مرارًا وتكرارًا إلى زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن من 15 (خمسة أعضاء دائمين وعشرة أعضاء يتم انتخابهم بواسطة الجمعية العامة لمدة سنتين) إلى 27 عضوًا، وألا يكون لأي من أولئك الأعضاء حق النقض.

وأشار أكرم إلى أن مجلس الأمن، بهذه الطريقة، سوف يتمتع بسلطة تمثيلية أوسع بكثير، إضافة إلى ضرورة إلغاء حق النقض، أو على الأقل إلغاء حق النقض التعسفي.

وقال موضحا ما يقصده بحق النقض التعسفي: "على سبيل المثال، لا ينبغي استخدام حق النقض في الحالات التي تحدث فيها إبادة جماعية، كما هو الحال في غزة".


علاقات باكستانية تركية وثيقة

وخلال المقابلة، تطرق السفير أكرم أيضًا، إلى العلاقات الباكستانية التركية، واصفا إياها بأنها "قصة حب".

وقال: "يتمتع الشعبان (الباكستاني والتركي) بعلاقات وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل، وهذا يشكل أساس العلاقات الثنائية".

وشدد على أن العلاقات بين البلدين "مهمة للغاية"، معتبرا أن العمل المشترك بينهما "يوفر قوة كبيرة لهما من الناحية الجيوسياسية".

وأكد على أن هذه القوة "تساهم أيضًا في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي".

وأشار إلى باكستان وتركيا "طورتا آفاقًا للتعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك المجال الدفاعي".

ودعا إلى تطوير التعاون بين البلدين في الاقتصاد والمجالات الأخرى بـ"خطوات ثابتة".

وقال: "شراكتنا مهمة للغاية بالنسبة لأوروبا والشرق الأوسط وآسيا في هذه الفترة الحسّاسة التي تتسم بالضبابية وعدم الاستقرار".

وختم السفير أكرم بالقول: "يمكننا معًا أن نفعل الكثير لتعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم".

#الأمم المتحدة
#العلاقات التركية الباكستانية.
#الفلسطينية
#غزة
#مندوب باكستان
13 gün önce