|

واقع الحرب يسلب عمال فلسطين بهجة عيدهم

- نحو 220 ألف عامل فلسطيني كانوا يعملون داخل إسرائيل فقدوا عملهم بين ليلة وضحاها - نسبة البطالة بقطاع غزة بلغت 75 بالمئة بنهاية الربع الأخير 2023 - ارتفعت معدلات البطالة في الضفة الغربية إلى 32 بالمئة

09:40 - 1/05/2024 الأربعاء
الأناضول
واقع الحرب يسلب عمال فلسطين بهجة عيدهم
واقع الحرب يسلب عمال فلسطين بهجة عيدهم

يحيي العمال الفلسطينيون اليوم العالمي للعمال الذي يصادف اليوم الأربعاء 1 مايو/أيار، واقعا صعبا لم يسبق له مثيل منذ عقود، على وقع الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة.

مسؤول نقابي فلسطيني، وعمال التقاهم مراسل الأناضول، يقولون إنهم يعيشون وسط ظروف معيشية مزرية، جراء فقدانهم مصدر رزقهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كانت السلطات الإسرائيلية، منعت العمال الفلسطينيين كافة من الوصول إلى أعمالهم داخل أراضيها، بينما سمحت لشريحة العمال في المصانع الواقعة في مستوطنات الضفة الغربية من العودة.

أما العمالة الفلسطينية في الضفة الغربية، فإنها تواجه تراجعا حادا في النمو الاقتصادي وشح السيولة، الأمر الذي انعكس سلبا على خلق فرص عمل جديدة، وبالتالي أدى لانضمام شريحة منها إلى صفوف البطالة.

وبالنسبة العمالة الفلسطينية في قطاع غزة، فمنهم من قتل أو أصيب، ومن نجا من القصف الإسرائيلي، ينتظر نهاية الحرب، للبدء من الصفر لبناء حياة معيشية واقتصادية جديدة.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

إسرائيل بدورها، كانت تعتمد على العمالة الفلسطينية من الضفة الغربية منذ أكثر من 6 عقود، وبدرجة أقل من قطاع غزة، في قطاعات البناء والتشييد، والزراعة، والغذاء، والخدمات، بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

** ظروف صعبة

يقول رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، إن نحو 220 ألف عامل فلسطيني (بينهم ما لا يقل عن 40 ألفا بشكل غير قانوني دون تصاريح) كانوا يعملون داخل إسرائيل، فقدوا عملهم بين ليلة وضحاها.

سعد قال في حديث للأناضول: "يأتي اليوم العالمي للعمال هذا العام وسط ظروف معيشية مزرية يعاني منها عمال فلسطين".

وأشار إلى أن العمال أوقفوا عن العمل بصورة مفاجئة ويبدو أنها نهائية.

وقال: "تعتمد السوق الفلسطينية على العمل في إسرائيل بصورة كبيرة، ومع اندلاع أحداث 7 أكتوبر، أوقف كافة العمال، وباتوا اليوم دون دخل مالي، ولا بديل لهم حتى أن غالبيتهم باتوا بحاجة إلى مساعدة مالية".

سعد أشار إلى أن العامل الفلسطيني "بات ضحية ولا أفق لأي حل أو عودة قريبة لعمله"، مضيفا: "العمال كما بقية السكان لديهم التزامات مالية وعائلية جعلتهم في مأزق حقيقي".

ولفت إلى أن رواتب العمال تدر على السوق الفلسطيني أكثر من 1.4 مليار شيكل (380 مليون دولار).

ولفت إلى أنه تم إلغاء كافة الفعاليات بإحياء يوم العمال هذا العام جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال: "وجهنا لأن يكون هذا اليوم يوم مميز للنضال الوطني، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلية وإقامة الدولة الفلسطينية".

"الواقع الذي نعيشه لا يبشر بأي مستقبل تسود فيه العدالة الاجتماعية، في ظل استمرار الاحتلال وحربه على قطاع غزة، وتحكمه بكل مناحي الحياة"، أضاف سعد.

**العمالة في أرقام

ويعمل في إسرائيل والمستوطنات المقامة في مدينة القدس والضفة الغربية بحسب بيانات لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني قبل الـ 7 من أكتوبر 178 ألف عامل، بينما توجد عمالة فلسطينية غير رسمية تقدر بأكثر من 30 ألفا.

ويحصل العامل الفلسطيني على قرابة 300 شيكل (81 دولارا) متوسط الأجر اليومي للعامل الفلسطيني في إسرائيل، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عن فترة الربع الثالث 2023.

وأظهر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أمس الثلاثاء، أن نسبة البطالة بقطاع غزة بلغت 75 بالمئة بنهاية الربع الأخير من العام 2023، مقارنة مع 46 بالمئة عشية الحرب في 6 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في البيان إنه "في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما نتج عنه من توقف للاقتصاد في قطاع غزة ولأجل غير معلوم، يصبح الحديث عن سمات العمالة في قطاع غزة غير واقعي".

وأضافت: "مع بداية العدوان على قطاع غزة قفزت معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.. التقديرات تشير إلى ارتفاع البطالة إلى 75 بالمئة في الربع الرابع 2023 مقابل 46 بالمئة في الربع الثالث".

ويعني النمو في بطالة العمالة في غزة، "فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الشهور الثلاثة الأولى من العدوان"، بحسب عوض.

وفي الضفة الغربية، ارتفع عدد العاطلين عن العمل الى 317 ألفا في الربع الرابع 2023 مقارنة مع حوالي 129 ألفاً في الربع الثالث 2023، وفق البيان.

كما ارتفعت معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال الربع الرابع 2023 إلى 32 بالمئة، مقارنة مع حوالي 13 بالمئة في الربع الثالث 2023.

وانخفض عدد العاملين في الضفة الغربية من 868 ألف عامل في الربع الثالث 2023، إلى 665 ألف عامل في الربع الرابع 2023 بنسبة هبوط بلغت 23 بالمئة.

كذلك، انخفض عدد العاملين من الضفة الغربية في إسرائيل بشكل كبير ما بين الربع الثالث والرابع 2023، بحوالي 130 ألف عامل، نتيجة الإغلاقات المشددة التي فرضتها إسرائيل عقب الحرب.

واستقر العدد الإجمالي للعاملين في إسرائيل عند 17 ألف عامل في الربع الرابع 2023، مقارنة مع 147 ألف عامل في الربع الثالث 2023.

كما انخفض عدد العاملين من الضفة الغربية في المستوطنات الإسرائيلية، من 25 ألف عامل في الربع الثالث 2023 إلى 7 آلاف عامل في الربع الرابع 2023.

** واقع صعب

بدوره يقول محمد رباح، العامل الفلسطيني في مجال البناء داخل إسرائيل: "منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي تم تسريحي من قبل المشغل الإسرائيلي ومنذ ذلك الحين بلا عمل".

وأضاف رباح في حديث للأناضول: "في البداية كنا نتوقع أن الأمر سيستمر لأيام أو أسابيع، لكنه تعدى النصف عام ولا يوجد أفق للعودة للعمل".

وأشار إلى أنه وقع في ضائقة مالية حيث كان يعمر بيتا جديدا وألزم نفسه بدفعات مالية لأكثر من عام ونصف.

وتابع: "تسريح كافة العمال مرة واحدة خلق حالة من الفوضى وعدم القدرة على إيجاد عمل بديل في السوق الفلسطيني حتى ولو بأجور أقل".

ورباح يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد بينهم طلبة جامعيون، ويقول إنه اضطر لتأجيل فصل دراسي لنجله الذي يدرس علوم الصيدلة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

أما العامل سائد نادر (48 عاما)، فيقول "منذ 7 أكتوبر بت دون عمل، وقد أوشكت على استنفاذ مدخراتي، نصف عام دون عمل ومتطلبات الحياة تتزايد في ظل غلاء للأسعار.

ويضيف للأناضول: "بحثت عن عمل في سوق الضفة الغربية دون جدوى، البطالة وصلت أرقاما مرتفعة والجميع يريد العمل والسوق لا طاقة لها باستيعاب هذا الكم الكبير".

ويحي العالم في الأول من مايو من كل عام يوم العمال العالمي بمسيرات ووقفات، وسط دعوات لتحسين ظروف العمال.

وكانت الحكومة الفلسطينية قد أعلنت عن تعطيل الدوام الأربعاء بمناسبة يوم العمال.

#إسرائيل
#الضفة
#فلسطين
#يوم العمال العالمي
٪d يوم قبل